خاص tayyar.org –
حملت زيارة وفد وزارة الخزانة الأميركية إلى بيروت دلالات سياسية واقتصادية، إذ تأتي في لحظة لبنانية حساسة تتقاطع فيها الضغوط المالية مع مساعٍ دولية لحصر السلاح وتجفيف اقتصاد الكاش التي تعتبره واشنطن مصدر التمويل الرئيس لحزب الله.
تُعدّ هذه الزيارة امتداداً لسياسة واشنطن التي تستخدم أدواتها المالية لتوجيه رسائل سياسية، ولا سيما عبر ملف العقوبات ومكافحة تمويل الإرهاب وتجفيف اقتصاد الكاش الذي بات يُستخدم كمتنفّس للمنظومة المالية الموازية، وفق الرؤية الأميركية.
تحمل لقاءات الوفد بُعداً يتجاوز الإصلاح المالي إلى تثبيت الدور الأميركي في دعم المؤسسة العسكرية باعتبارها الضامن الأخير للاستقرار. إلا أنّ جوهر الزيارة يرتبط، وفق تصريحات وكيل الخزانة جون هارلي، بمحاولة وقف التمويل الإيراني لحزب الله الذي يُقدّر بمليار دولار سنوياً، ما يعني أن واشنطن ترى فرصة لتقييد الحزب عبر خنق مصادر تمويله.
في المقابل، تنظر القوى السياسية إلى الزيارة بعيون متباينة: فالبعض يراها ضغطاً إصلاحياً مشروعاً، فيما يخشى آخرون من أن تكون مدخلاً لإعادة تشكيل موازين القوى الداخلية.


