خاص tayyar.org –
تقرأ مصادر سياسية تحريك ملف التفاوض مع إسرائيل بوصفه خطوة ذات طابع تكتيكي أكثر منه استراتيجي، تعكس ارتباك السلطة أمام التحولات المتسارعة في الإقليم بعد قمة شرم الشيخ. ترى أن “المسألة لا تتصل حصراً بالضغط الأميركي أو بملف الحدود، بل بمحاولة قوى الحكم إعادة إدخال نفسها في مشهد التوازنات الدولية بعدما باتت معزولة ومقيدة داخلياً. ويُفهم من السياق أنّ التلويح بالانفتاح على التفاوض ليس إلا رسالة إلى الخارج بأنّ لبنان لا يزال قادراً على التكيّف مع المسار الإقليمي الجديد، ورسالة إلى الداخل بأنّ ثمة مخارج ممكنة من المأزق من دون الاصطدام بحزب الله”.
في المقابل، تقرأ واشنطن هذا الحراك كمؤشر إلى اختبار جدّية السلطة في إعادة الإمساك بقرارها السيادي، خصوصاً في ظل تزايد التململ الأميركي من أداء الطبقة السياسية وغياب أي رؤية موحدة لضبط سلاح الحزب. وتضع الإدارة الأميركية الجنوب ضمن سياق إعادة رسم خطوط النفوذ بعد حرب غزة، مما يجعل أي حراك لبناني خاضعاً لمنطق الحسابات الكبرى.
تأسيساً على هذه القراءة، لا يرقى ما يجري ويُتداول إلى مسار تفاوضي فعلي، بل إلى محاولة امتصاص الضغوط وتقديم أوراق اعتماد سياسية، في لحظة يتأرجح فيها البلد بين الانكفاء الداخلي والاستثمار الخارجي في ملفّ التفاوض.