تحرّك النائب السابق وليد جنبلاط يوم أمس نحو دمشق، في محاولة للمساهمة في لملمة التوترات الطائفية المستمرة في سوريا، والمواجهات العسكرية الدامية التي حصلت بين قوات من النظام السوري الجديد وأهالي مناطق جرمانا وصحنايا والسويداء وسقط على إثرها عشرات القتلى والجرحى. جنبلاط التقى الرئيس السوري المؤقّت أحمد الشرع الذي دعاه إلى مائدة العشاء بحسب بيان الحزب التقدّمي الاشتراكي.
وبحسب المعلومات فإن اللقاء حصل بدعمٍ من السعودية التي كان جنبلاط قد أوفد إلى سفارتها في بيروت قبل يومين النائب وائل أبو فاعور لوضع السفير وليد البخاري في الأجواء، وطلب دعم السعودية في مسعى للتهدئة بين جماعة الشرع والدروز السوريين. ونقل بيان الاشتراكي مواقف كل من الشرع وجنبلاط في اللقاء، ووصفها بأنها اتّسمت بالودّية والصراحة.
ويسرّع جنبلاط من حركته للوصول إلى تهدئة، خصوصاً أن التوتر الطائفي على خلفية ما تعرّض له الدروز من اعتداءات على أيدي جماعات متطرفة وبعض مجموعات الأمن العام السوري وقيام مجهولين بحرق راية للدروز في لبنان، دفع بمجموعة غوغائية إلى مهاجمة إمام جامع الشبانية الشيخ حسين حمزة على طريق بلدة بعلشميه والاعتداء عليه وعلى عائلته، في حادث يعبّر عن مدى خطورة الاحتقان الطائفي.
وسريعاً تحرّكت استخبارات الجيش اللبناني وقبضت على المعتدين على الشيخ حمزة. لكنّ جنبلاط والأجهزة الأمنية قلقان من أن استمرار أعمال العنف الطائفي في سوريا وتأثيرها على لبنان. وبات واضحاً أن المزاج العام في طائفة الموحّدين الدروز في لبنان يتأثّر بما يحصل في سوريا مع استمرار أعمال العنف بحق الدروز والدخول الإسرائيلي العسكري والسياسي والإعلامي على خط التحريض، ما يضعف موقف جنبلاط، خصوصاً أن الانحياز الديني وأعمال العنف يدفعان بالمشايخ إلى التجاوب مع مواقف الشيخ موفق طريف، الأمر الذي ظهر في أكثر من مناسبة أخيراً من مناسبة 16 آذار إلى لقاء عبيه قبل يومين.