قبيل منتصف ليل 11 أيلول الجاري، مرّ خمسة شبان على أربع دراجات نارية، عائدين من بنت جبيل في طريقهم إلى بلدتهم عيتا الشعب (قضاء بنت جبيل)، عبر بلدة عين إبل، حيث أشار عليهم حاجز للجيش بسلوك طريق فرعي بسبب إجراءات أمنية لمناسبة إحياء ذكرى أربعين إلياس الحصروني (وُجد مقتولاً في البلدة مطلع آب الماضي). في نهاية الطريق، لاحقتهم ثلاث سيارات رباعية الدفع وأوقفتهم عند مدخل رميش، وترجّل منها مسلحون، وعرّف أحدهم عن نفسه بأنه «مخابرات»، وطلبوا هوياتهم واعتدوا عليهم بالضرب وطلبوا منهم عدم المرور بعين إبل مرة أخرى تحت طائلة التهديد.
مع عودة الشبان إلى بلدتهم تصاعد التوتر وارتفعت دعوات إلى «الانتقام» قبل أن تتمكّن فاعليات البلدة من تهدئة الوضع والتواصل مع مخابرات الجيش التي تمكّنت من تحديد هويات المعتدين، وتبيّن أنهم ينتسبون إلى حزب القوات اللبنانية، وهم الياس ع. وإدغار ج. و أنطوني ح. وإيلي ع. وأجرى رئيس بلدية عين إبل عماد للوس اتصالاً برئيس بلدية عيتا الشعب محمد سرور مستنكراً ما جرى، وعُقد اجتماع في البلدية رفض التصرف الذي بدر عن بعض شبان البلدة. فيما وردت إلى عيتا الشعب أنباء عن قيام وفد من عين إبل بزيارة البلدة للاعتذار، وهو ما لم يحدث، فتقدّم المعتدى عليهم بشكوى في نيابة النبطية الثلاثاء الماضي. لا نقمة في عيتا الشعب على أهالي عين إبل. «هم أناس طيبون، لكن أخيراً تغلغلت القوات اللبنانية في البلدة عبر بعض أبنائها المقيمين في بيروت، وبدأ جو غير مسبوق من التعصّب بالبروز». علماً أن المنطقة لا تزال تعيش ذيول تحريض معراب على جيران عين إبل على خلفية مقتل الحصروني، عندما زجّ رئيس القوات سمير جعجع ببنت جبيل وحانين وعيتا الجبل وبرعشيت في الجريمة، زاعماً أن سيارات الخاطفين خرجت منها. وردّت البلدات الأربع على جعجع ببيان تمنّت فيه على «أهلنا في عين إبل بألا تسمحوا لمثل هذا الكلام المغرض أن يعكّر صفو العيش المشترك بيننا، ولا تسمحوا للفتنة أن تدخل بيننا وبثّ روح العداء والتفرقة بين مكوّنات الشعب الواحد في هذه المنطقة».