المستقبل خارج السباق: الوقت الحلو لم يحن بعد… موقف مرتقب لسعد بالساعات المقبلة و”النيابة بكير عليا”

الديار: جويل بو يونس-

في 14 شباط 2024، اطل الرئيس سعد الحريري على جمهوره الذي احتشد في ساحة الشهداء بـ “نيو لوك” معلنا خوض كل الاستحقاقات الوطنية.

 

ومضيفا متوجها لجمهوره: “اسمعوني جيدا، هذا التيار، تيار المستقبل، وهذا الجمهور، جمهور رفيق الحريري، باق هنا وباقٍ معكم، وسيكون صوتكم في كل الاستحقاقات الوطنية، وكل المحطات المقبلة. كيف؟ سبق وقلت لكم: كل شي بوقتو حلو”.

 

ما كاد الحريري ينهي خطابه وتتفرق الحشود، حتى بدأ صوت ماكينات المستقبل يهدر في مختلف المناطق استعدادا للاستحقاق البلدي وبعده النيابي، فبدأ امين عام تيار المستقبل يجول في مختلف المناطق اللبنانية مجيّشا ومستندا لما قاله سعد، تحضيرا للاستحقاق البلدي في ايار 2025 والذي يشكل مقدمة لاستحقاق 2026 النيابي.

 

تنفس الجمهور الازرق الصعداء، فقد عاد الحريري ليبث فيهم جرعة الامل التي افتقدها التيار الازرق سنوات مع تعليق سعد العمل السياسي، ارتاح النواب السابقون بكتلة المستقبل ولاسيما اولئك الذين ارتكزوا الى ارثهم العائلي وبيوتاتهم السياسية واكملوا المسيرة فترشحوا ولو ان بعضهم لم تحالفه الحواصل الانتخابية، عاد النواب السابقون ليملأوا الشاشات بعد غياب طويل مؤكدين على دور الحريرية السياسية والتي “لا توازن من دونها” في البلاد.

 

هذا الجو من الارتياح ساد لشهر بعيد مغادرة الحريري بيروت ليتفاجأ المتابعون لحراك الرئيس سعد الحريري كما النواب والدائرة اللصيقة به بمعلومات تفيد على ابواب الانتخابات البلدية التي حددت اولا في 4 ايار، بان الحريري قد يبدل رأيه ويعزف عن خوض الاستحقاق البلدي، وسط البلبلة السائدة حول مصير المناصفة في بلدية بيروت التي تضم 24 عضوا مناصفة بين المسلمين والمسيحيين بموجب العرف لا النص القانوني، ووسط الهواجس بالاخلال بهذا التوازن الطائفي، في ظل غلبة الصوت المسلم على الصوت المسيحي، والتي شكلت هاجس النواب البيارتة فراح بعضهم يطالب باللوائح المقفلة كحل وسط وبعضهم الاخر بتأجيل الاستحقاق البلدي الى ان اطاح الرئيس بري بكل ما يدور ببال البعض حول امكان الدفع باتجاه اللوائح المقفلة او تأجيل الاستحقاق معلنا في حديث صحافي ان ضيق الوقت يحول دون تعديل قانون انتخاب البلديات بلبنان ونحن من جانبنا نلتزم بإنجازها، ولا نؤيد ترحيلها إلى موعد لاحق”. مشددا على وجوب الحفاظ على المناصفة في بيروت وتوفير الحماية لها عبر قيام أوسع تحالف في ضوء عزوف تيار المستقبل عن خوض الانتخابات البلدية، وهذا ما توارد إلينا”.

 

هذا التلميح للرئيس بري عن عزوف المستقبل ، تعلق عليه مصادر مطلعة على جو المستقبل عبر الديار فتشير الى ان كوادر التيار الازرق لا تزال تنتظر جواب الحريري حول خوضه الاستحقاق من عدمه وان اي شيء رسمي لم يصلهم بعد فالحريري لم يقل كلمته بعد”.

 

لا تخفي المصادر انها لمست جوا غير مريح في الفترة الاخيرة يؤشر الى متغير ما قد يكون دفع سعد لتعديل قراره دون الكشف عما قد يكون السبب وراء ما يدور ببال الحريري.

 

علما ان معلومات الديار من مصادر موثوقة تؤكد ان بهية الحريري التي كان الرئيس سعد الحريري قد عزم على تسليمها رئاسة الكتلة وترك “عدة الشغل الانتخابي” بيدها ، كانت بدأت فعلا تعد عدة الانتخابات وتعقد لقاءات مع الفعاليات انطلاقا من صيدا وبعدها باتجاه مختلف المناطق حتى ان بعض من التقتهم الحريري كان اكد انه بحث معها بالتحالفات الممكنة للمستقبل لكن المصادر لفتت الى كلمة سر قد تكون بلغت اذان سعد لردعه عن تعلق العمل السياسي باعتبار ان “هذا الوقت لم يحن بعد ليحقق مقولته”كل شي بوقتو حلو” ، ملمحة الى اجواء سعودية لا تحبذ هذه العودة السياسية راهنا.

 

هذه المصادر تكمل متوقعة ان يصدر بالساعات المقبلة موقف ما اما ببيان او تغريدة يعلن فيها سعد الحريري عدم خوض المستقبل الانتخابات البلدية والبقاء على مسافة واحدة من الجميع ولاسيما العائلات البيروتية.

 

هذا الموقف المتوقع ، شكل الحديث عنه صدمة داخل اروقة المستقبل ، ولاسيما ان بعض المتابعين للعمل السياسي في دائرة المستقبل تخوف من ان ينسحب هكذا قرار على الانتخابات النيابية وبالتالي سيعود ويضعضع تيار المستقبل بأكمله.

 

وفي هذا السياق، كشفت اوساط متابعة للاجواء الخليجية بان هناك اتجاها لدى السعودية بعدم ترك الامور تتفلت على الساحة السنية، وهي تتجه لدعم بعض اللوائح التي قد تتشكل في الانتخبات النيابية ولو “عالقطعة” في المناطق ذات التأثير السني الكبير ولاسيما طرابلس وعكار والمنية الضنية كما بيروت.

 

على اي حال قد يكون من المبكر الحديث عن الاستحقاق النيابي، ومن هنا حتى ذاك التاريخ تبقى الكلمة المفتاح بيد الحريري نفسه والمتوقع ان يكون له موقف واضح بالساعات الـ 48 المقبلة، وبيد ما ستعود به بهية الحريري من الامارات ولاسيما انها توجهت قبل ايام الى هناك للقاء سعد. علما ان مصدرا موثوقا مطلعا على جو الرئيس سعد الحريري يؤكد للديار بان “البلدية شيء والنيابة شيء اخر”، وبكير عالنيابة اذ انه ليس من الضروري ان ينعكس قرار الاستحقاق البلدي على النيابي، مشيرا الى ان الحريري كان المح اصلا بانه سيقف على مسافة واحدة بالاستحقاق البلدي من العائلات والاحزاب. ويتابع المصدر: جو البلد ليس مؤاتيا بعد، واذا خاض سعد الاستحقاق اليوم فسيجسل” انتصارا لغيره” وخسارة عليه وهذا ما لا نريده جميعا!

 

بالمحصلة، فالاجواء لا تشي بخوض المستقبل الاستحقاق البلدي، فما من شيء تغير بالنسبة للمملكة فيما يرى سعد الحريري ان الزلزال السياسي الذي ضرب المنطقة بأكملها قد يكون صب لصالح عودته لكن الرياح لم تجر بعد كما تشتهي سفن الحريرية السياسية علما ان زعيم التيار الازرق اثبت وباعتراف الجميع في 14 شباط 2024 انه الممثل الاول والاوحد للسنة في لبنان مهما طال الغياب…الى ان يحين موعد “كل شي بوقتو حلو”!

You might also like