المرابطون: إن إغتيال المفتي الشهيد حسن خالد لم يكن إغتيالاً لأعلى مقام ديني للطائفة الإسلامية بل مقدمة لاغتيال لبنان الدور والوطن

أكدت حركة الناصريين المستقلين-المرابطون في الذكرى ال36 لاغتيال مفتي الجمهورية اللبنانية سماحة الشيخ حسن خالد، أنه بحياته كان مثلاً ومثالاً في الدين والدنيا، وسيبقى لنا إرثه الجامع الشامل، مفتي الوحدة والشراكة الوطنية، مفتي اللحمة الوطنية التي تصون وتحمي، ومن قتله هو العدو للوطن اللبناني الذي نحلم به.
إن المفتي الشيخ الشهيد حسن خالد مفتي السلم الأهلي، مفتي الإعتدال والوسطية والتنور، مفتي الإنفتاح والتلاقي والحوار، مفتي السيادة والإستقلال، الرافض لكل أشكال الهيمنة والتبعية.
لبنان المفتي الشهيد، كان لبنان الوطن والكيان، لبنان الميثاق، لبنان الصيغة، لبنان دولة الدستور والمؤسسات، لبنان التعدد، لبنان الرسالة الحضارية، لبنان مثال العيش الواحد، لبنان النموذج الفريد بين الشرق والغرب، لبنان التمايز في محيطه؛ لبنان حوار الحضارات والأديان، لبنان الإبداع الثقافي والنتاج الفكري، لبنان العدالة، لبنان بهويته العربية والوطن النهائي لكل أبنائه.
مفتي لبنان الذي آمن أن الأمة العربية من محيطها إلى خليجها العربي مجتمعة من أجل قضاياها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي مقدمتها قضية فلسطين، هي الأمة التي تحمي وتصون.
إن منظومة القتل والإجرام الدموي التي اغتالت المفتي الشهيد، تتلاقى وتتقاطع وتتماهى مخططهم الجهنمي، مع مصالح العدو اليهودي في تأجيج الصراعات والحروب الطائفية والمذهبية ،والعرقية والإثنية، بين الدول العربية وداخلها، لتأسيس كيانات مصطنعة ومستقلة عنها، ومتنافرة فيما بينها، ضمن مشروع “جيو-عنصري” لتحكم الكيان اليهودي المصطنع، بدويلات وجمهوريات موز وإمارات مذهبية وطائفية، على حساب الدول المركزية والعلاقات العربية المشتركة المستقرة والتكاملية فيما بينها؛ أما الهدف هو منح وإعطاء التبرير الوجودي الآمن للكيان الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين العربية، وشرعنة وقوننة دولته الدينية العنصرية التلمودية المزعومة، في إطار تمرير نظام إقليمي جديد يغير وجه المنطقة بأسرها، ويقضي على كل الأمال والتطلعات، بآستنهاض أي مشروع عربي عصري-نهضوي-تنموي، يكون قادراً على مواكبة المتغيرات ولعب دوراً أساسياً وطليعياً في المحافظة على تماسك ومركزية الأقطار العربية وصون وحدة شعوبها على قاعدة الإنتماء الوطني والقومي.
لكل هذه الحيثيات والمعطيات، فإن إغتيال المفتي الشهيد حسن خالد، لم يكن إغتيالاً لأعلى مقام ديني للطائفة الإسلامية الجامع وطنياً في لبنان، بل مقدمة لآغتيال لبنان الدور والوطن والكيان والبعد العربي، الذي ما يزال والإقليم يعيش تداعياته الكارثية.

You might also like