زار رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بعد ظهر اليوم، وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، في مقر الوزارة في اليرزة، وقدم له التعازي باستشهاد العسكريين الستة في الحادثة الأليمة التي وقعت في وادي زبقين في قضاء صور. وشكر منسى الرئيس عون على مبادرته، مؤكدا على “التضحيات التي يقدمها العسكريون حفاظا على الاستقرار في الجنوب خصوصا، وكل لبنان عموما”.
ثم انتقل الرئيس عون الى مبنى قيادة الجيش، حيث التقى قائد الجيش العماد رودولف هيكل ورئيس الأركان اللواء حسان عودة ونواب رئيس الأركان ومديري المخابرات والتوجيه، مقدما التعازي باستشهاد العسكريين، ومطلعا على الوقائع التي توافرت حول ظروف الانفجار الذي اودى بحياة العسكريين الستة، وأوقع عددا من الجرحى. وشرح هيكل للرئيس عون، ما توفر من تفاصيل حول الحادثة، مشيرا الى ان “التحقيق مستمر لجلاء كافة ملابسات ما حصل”.
ونوه الرئيس عون بالتضحيات التي يقدمها “الجيش اللبناني، لا سيما في الجنوب، خلال مهمات الكشف على الانفاق ومصادرة الذخائر وتعطيلها”، لافتا الى “الظروف الصعبة التي يعمل بها العسكريون، لا سيما في الاودية والمغاور والمناطق الوعرة”، وقال: “ان الجيش الذي قدّم حتى الآن عددا من الشهداء منذ تشرين الثاني الماضي، خلال الكشف على المخابىء والانفاق وسحب الذخائر والقذائف على أنواعها، قدّم كوكبة جديدة من الشهداء الذين سقطوا من اجل تحقيق الامن والاستقرار في الجنوب، وتوفير الأمان والطمأنينة للسكان وتنظيف البساتين والاودية من الألغام والذخائر وفتح الطرق، وهو مستمر في رسالته السامية رغم المآسي التي حلّت به نتيجة استشهاد عسكريين وجرح آخرين خلال أدائهم مهماتهم”.
اضاف: “إني إذ أنحني امام شهادة هؤلاء الابطال، أجدد التأكيد على ان الجيش اللبناني هو الضامن للاستقرار والامن في الربوع اللبنانية عموما وفي الجنوب خصوصا، وهو الدرع الذي يقي الوطن ويحرس حدوده”.
وشكر هيكل الرئيس عون على تعازيه، مؤكدا على “جهوزية الجيش في تلبية النداء كلما دعا الواجب، ولعل في استشهاد العسكريين الستة ومن سبقهم من الشهداء الابطال، تأكيدا آخر على أهمية الرسالة التي يقوم بها الجيش، خصوصا في الظروف الراهنة”.
مستشفى الشجعيتاوي
ومن اليرزة، انتقل الرئيس عون الى المستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي، حيث كانت في استقباله إدارة المستشفى الام هاديا ابي شبلي والبروفسور بيار يارد، وتوجه الجميع الى مركز الحروق في المستشفى حيث يعالج علي زين وهو احد العسكريين الذي أصيب نتيجة الانفجار في وادي زبقين، واطمأن على وضعه الصحي، واستمع من الطاقم الطبي المعالج الى مسار العلاج لا سيما من الحروق التي أصيب بها، ووسائل العناية المتقدمة التي يتلقاها بإشراف مباشر من إدارة المستشفى بالتنسيق مع الطبابة العسكرية في الجيش.
والتقى الرئيس عون زوجة العسكري الجريح ووالدته وقريبته، وطمأنهم الى ان العناية التي تقدم له متقدمة ومتطورة وسوف تستمر حتى شفائه بالكامل، خصوصا وان المستشفى اللبناني الجعيتاوي متخصص في معالجة الحروق. واكد الرئيس عون لافراد العائلة، انه يتابع شخصيا تطور الوضع الصحي للعسكري الجريح، وان قيادة الجيش تولي الاهتمام الكامل لسلامته، اسوة باهتمامها بسائر العسكريين، لا سيما الجرحى منهم.