بعض ما جاء في مانشيت الديار:
ان الأثر الأعمق لما حصل، يتوقع ظهوره في مسار الانفتاح بين الثنائي والسعودية، الذي كان بدأ قبل فترة مع «لقاء ليلي» جمع موفد المملكة الى بيروت مع مسؤول في الثنائي، طلب من بعده الامير يزيد بن فرحان من مجموعة اعلاميين اجتمع بهم في لقاء يعقده للمرة الاولى، تخفيف النبرة والتصعيد ضد الثنائي وطهران، كنتيجة لتطور المسار البطيء بين الطرفين، على ما تؤكد اوساط متابعة، التي اكدت ان المداولات الهادئة، المباشرة أحياناً وغير المباشرة غالباً، كانت تسعى إلى بناء أرضية جديدة للعلاقة، تستند إلى تهدئة إقليمية أوسع، وإلى إعادة ترتيب التوازنات داخل لبنان بما يتناسب مع مرحلة ما بعد تسوية اليمن والتفاهمات السعودية – الإيرانية.
وتتابع الاوساط، يبدو ان اسرائيل نفذت من ثغرة دقة التوقيت وتداخل الملفات بين بيروت وغزة وطهران، لتستهدف باغتيالها، هذا المسار، حيث يتوقع ان يزور موفد سعودي خاص بيروت خلال الايام المقبلة لمتابعة التواصل مع الثنائي، رغم ان الاغتيال اعاد تسليط الضوء على المعادلة التي تدركها السعودية جيداً بان أي تحرك تجاه الثنائي لن يصبح ذا جدوى إذا كان لبنان نفسه يدخل مرحلة تصعيد قد تطيح كل الهدن السياسية التي يجري العمل عليها، كما ان الثنائي يدرك أن أي علاقة مستقرة مع الرياض تتطلب بيئة إقليمية أقل توترا، وهو ما لا توفره اللحظة الراهنة.
وتختم الاوساط بان الانفتاح السعودي على الثنائي لم يسقط، لكنه بالتأكيد دخل مرحلة اختبار صعبة فرضتها التطورات الاخيرة، فإذا نجح الطرفان في منع الاغتيال من التحول إلى منعطف تصادمي، قد يستأنف المسار لاحقا بزخم أكبر، أما إذا توسعت دائرة ردود الفعل، فإن النافذة الضيقة التي فتحت قبل مدة قد تغلق من جديد، في انتظار ظروف إقليمية جديدة.


