الديار: هيام عيد-
من الثابت أنه ما بعد اتفاق وقف النار في غزة لن يكون كما قبله، سواء على الساحة الفلسطينية أو على الساحة الإقليمية، كما على الساحة اللبنانية، وبشكل خاص على مستوى المخيّمات الفلسطينية والعلاقات مع الدولة اللبنانية، لجهة استكمال مراحل تطبيق قرار تسلّم الجيش لأمن المخيّمات، وتسليم السلاح الفلسطيني فيها.
وتقود التطوّرات الأخيرة في غزّة إلى طرح أكثر من تساؤل حول تداعيات ما تحقّق فيها بعد عامين من العدوان وصمود الشعب الفلسطيني، على الواقع الفلسطيني في لبنان، حيث يؤكد مسؤول العلاقات الإعلامية في حركة «حماس» محمود طه لـ “الديار”، على الانعكاسات الإيجابية لما حصل اليوم في غزّة على مخيمات لبنان، معتبراً أن «الإنجاز التاريخي والعظيم للشعب الفلسطيني في هذه المرحلة وصموده وصمود المقاومة بعد عامين من المجازر والدمار والتهجير، حتى الوصول إلى إطلاق أسرى «إسرائيليين»، مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين وإدخال المساعدات إلى القطاع، قد لاقى ترحيباً جامعاً لدى كل فلسطينيي الشتات، كونه ينعكس بشكلٍ إيجابي على القضية الفلسطينية.
وبالتالي، فإن الانعكاس الأساسي لاتفاق غزة على المستوى العام، بحسب طه، هو «التمسك بالمقاومة كحلّ وحيد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين».
أمّا على صعيد التداعيات المباشرة على عملية تسليم السلاح الفلسطيني في المخيّمات، ومن ضمنه سلاح حركة «حماس» إلى الجيش اللبناني، فيشير طه إلى أن موقف الحركة «لم يتغيّر وهو من ضمن موقف الإجماع الفلسطيني من كل الفصائل الفلسطينية، وليس فقط الحركة، كما من قبل المرجعية الفلسطينية بالتعاطي مع القضايا الفلسطينية كلها رزمةً واحدة، والتوصل إلى اتفاق مع الدولة اللبنانية، وقد نقلنا هذه الرسائل للمعنيين اللبنانيين».
وعليه، يتحدث عن «مرجعية فلسطينية يجب أن يكون هناك تفاهم معها، ومناقشة كل القضايا بما فيها القضايا الإنسانية والاجتماعية الفلسطينية، وموضوع أمن المخيّمات والسلاح».
وحول سلاح «حماس»، وخصوصاً أنها أعلنت عدم وجود أي أسلحة ثقيلة لديها، يشدّد على «عدم امتلاك السلاح الثقيل في لبنان»، إنما يكشف أنه «خلال معركة المساندة لغزة بين حزب الله وإسرائيل، قامت الحركة بمشاركة الحزب في عملية الدعم والمساندة، ولكن لا مواقع أو مقرّات أو أسلحة ثقيلة لدى حماس في أي مخيم فلسطيني في لبنان، لكي تقوم بتسليمها إلى الجيش».
ويشير إلى أن «السلاح الذي تمتلكه حركة حماس في المخيمات التي توجد فيها كما خارج المخيمات، هو سلاح فردي»، مؤكداً «حرص الحركة على أمن لبنان واستقراره أولاً، وعلى عدم التدخل في الشؤون اللبنانية ثانياً، حتى إن السلاح الفردي لدى الحركة، هو مخصّص فقط للحماية بوجه أي اعتداء خارجي إسرائيلي، ونرفض استخدامه في المناوشات أو المواجهات الداخلية، سواء الفلسطينية أو اللبنانية».
وعن توقيت استكمال عملية تسليم السلاح في المخيّمات بشكل عام، يعتبر طه أنه «بالنسبة لحركة فتح، فقد قامت بتسليم السلاح الثقيل وانتهى الموضوع، وعلى أساس أنه سيعقد لقاء في وقتٍ قريب بين فصائل فلسطينية ولجنة الحوار الفلسطيني ـ اللبناني، للحديث عن هذا الموضوع، ولكن هذا الموعد لم يتمّ تحديده بعد».