الديار : الحريري : الاعتذار بات مطروحا جدياً

الديار : اذا كانت زيارة لودريان تكتسب اهمية كبيرة اليوم فان قضية اعتذار الحريري قفزت الى الواجهة بقوة بعد معلومات وتسريبات متتالية بانه صار على قاب قوسين من اعلانها.

 

وحصلت «الديار» امس على مزيد من المعلومات المفصلة حول هذا الموضوع ورغبة الحريري بالاعتذار عن الاستمرار بالتكليف. وكشفت مصادر موثوقة عن انه بدا في اجتماع مع نواب من كتلته واخر مع مقربين غير مرتاح الى حد الاحباط. وتحدث باسهاب عن انسداد افاق التاليف، قائلا» لن استطيع ولا اقبل ان يبقى البلد في هذا الفراغ القاتل، ولا اريد ان ابقى مكبلا ومتفرجا على انهيار البلد، يجب القيام بشيء لانني تحملت المسؤولية من احل مصلحة البلد والانقاذ وان اي خطوة تصب في هذا الاطار ساقدم عليها دون تردد».

 

ولم يتحدث الحريري عن الاعتذار مباشرة امام النواب، لكنه وضع الدائرة الصغيرة المحيطة والمقربة منه بان الاعتذار بات مطروحا جديا بعد ان كان مستبعدا، ولم يمانع من ان يتحدث بعضهم عن هذا الخيار مثلما فعل نائبه علوش عندما اكد امس في حديث تلفزيوني ان الاعتذار بات مطروحا.

 

ورفضت مصادر مقربة من الحريري الربط بين هذه الخطوة المتوقعة وبين موضوع اللقاء او عدم اللقاء مع لودريان. وقالت ان الرئيس المكلف شعر مؤخرا ان التراكمات المتعلقة بتعطيل الجهود لتشكيل الحكومة وضعت هذا الاستحقاق امام طريق محكم الاغلاق، وان قرار الاعتذار يتعلق بموضوع تشكيل الحكومة وفق المواصفات التي ينشدها الشعب وخارج اطار التعطيل من خلال بالثلث المعطل.

 

وربطت مصادر اخرى بين رغبة الحريري اليوم بالاتجاه للاعتذار وبين المعلومات الاخيرة التي تحدثت عن ان محاولة كسبه الغطاء السعودي قد فشلت وان الرياض ما زالت متشددة تجاهه.

 

وينقل احد نواب المستقبل عن اجواء اللقاء مع الرئيس الحريري بانه بدا هذه المرة غير مرتاح للاجواء وما احاط ويحيط بعملية تاليف الحكومة، وان احساس من سمعه يؤكد انه سيقدم قريبا على خطوة الاعتذار لكن ليس بشكل فوري او بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي.

 

وما سمعه المحيطون بالحريري وصل ايضا الى مراجع بارزة بطرق مختلفة. وتقول المعلومات ان الحريري المح الى انه بصدد الاقدام على خطوة ثانية بعد الاعتذار قد تكون استقالة كتلته النيابية من المجلس.

 

وقالت مصادر سياسية ان اقدامه على مثل هذه الخطوة يعتبر مغامرة ومقامرة غير محسوبة، لافتة الى انها ستكون بمثابة قفزة في المجهول خصوصا بالنسبة للحريري وتياره.

 

ولاحظت ان تسرب مثل هذه المعلومات يأتي بعد تقديم كتلة القوات اللبنانية مؤخرا اقتراح قانون بتقصير ولاية المجلس الحالي. وتساءلت هل يندفع الحريري الى هذا الحد؟ وهل ينتقل الى جبهة المعارضة رغم ازمة علاقاته مع اطراف معارضة اخرى؟ ولفت في هذا المجال ما قالته النائب رولا الطبش امس لاحدى محطات التلفزة «ان اعتذار الرئيس الحريري وارد، ونحن لسنا متمسكين بالمقاعد النيابية في البرلمان ولا بأي موقع.»

 

وفيما حرصت اوساط بيت الوسط على عدم الحديث عن هذا الموضوع قال مصدر مطلع في المستقبل للديار مساء امس «ان الوضع غير مريح للغاية والآفاق مسدودة، وان الرئيس الحريري يدرس بدقة وبعناية الموقف منذ فترة، وان خيار الاعتذار صار مطروحا جديا، وهو يدرس سلبيات وايجابيات كل خطوة انطلاقا من مصلحة البلد ومن الاسباب والاهداف التي حفزته لترشيح نفسح لرئاسة الحكومة».

You might also like