الجمهورية: مقدمة لعدوان؟!

بعض ما جاء في مانشيت الجمهورية:

بالتزامن مع اعتداءاتها المتواصلة على المناطق اللبنانيّة، أطلقت إسرائيل في الساعات الأخيرة ما بدت أنّها «رواية حربية» على لسان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، اتهم فيها «حزب الله» بأنّه «يحاول إعمار موقع إنتاج في الضاحية الجنوبية، ويُخفي نشاطه عن آلية الرقابة ويكذب على اللبنانيين». متوعداً بأنّ «إسرائيل ستواصل العمل لإزالة اي تهديد لها».

 

وزعم أدرعي، أنّه « خلافًا لاتفاق وقف إطلاق النار، يكشف جيش الدفاع أنّ «حزب الله» يحاول خلال الأشهر الأخيرة إعادة اعمار موقع تحت الأرض لإنتاج وسائل قتالية في قلب حي الشويفات في الضاحية الجنوبية، والذي تمّ انشاؤه قرب مدرسة وتحت مبانٍ سكنية، وذلك بعد أن تمّ استهدافه في شهر تشرين الثاني 2024».

 

وأشار إلى انّه «قد تمّ نقل المعلومات عن هذه المحاولات في مطلع شهر كانون الثاني إلى آلية الرقابة، وبناءً عليه تقّرر إجراء تفتيش مفاجئ في الموقع، لكن الصور الجوية أظهرت أنّ «حزب الله»، الذي علم مسبقًا بموعد التفتيش، قام بإخلاء الآليات الهندسية التي كانت تعمل في الموقع في اليوم الذي أُجري فيه التفتيش، ثم أعادها بعد انتهائه».

 

واعتبر أنّ «هذا النشاط الخطير يُعتبر خرقًا سافرًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان ضمن اتفاق وقف إطلاق النار. وسيواصل العمل من أجل إزالة أي تهديد عن دولة إسرائيل ومنع أي محاولة تموضع من قبل حزب الله».

 

مقدمة لعدوان؟!

وما يثير الخشية من عدوان محتمل، هو أنّ الرواية الحربية الإسرائيلية ترافقت مع تغريدة لأحد المحللين الاسرائيليين قال فيها «هل يهاجم سلاح الجو بيروت مجدداً»؟. فيما كانت الأجواء اللبنانية مستباحة بشكل كلي من الطيران الحربي والمسيّر الاسرائيلي، ولاسيما في منطقة الجنوب وصولاً إلى إقليم الخروب».

 

وخلال هذا التحليق استهدفت إحدى المسيّرات محيط مدرسة رامية بصاروخ، وأعلن الجيش الإسرائيلي عن سقوط مسيّرة إسرائيلية في الأجواء اللبنانية نتيجة خلل تقني.

 

وإزاء ذلك، أبدى مصدر رفيع تخوفه من أن تكون هذه الرواية الحربية الإسرائيلية «مقدّمة لعدوان»، وأدرجها في سياق الضغط على لبنان وإرباكه داخلياً، وقال لـ»الجمهورية»: «إنّ إسرائيل تمعن في تفلتها من اتفاق وقف إطلاق النار، وإبقاء لبنان ساحة مستباحة لاعتداءاتها وضغوطها لجرّه إلى مفاوضات عبر لجان التفاوض الثلاث التي رفضها».

 

ولاحظ المصدر عينه «انّ الرواية الإسرائيلية تأتي في ظل غياب لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، التي علّقت اجتماعاتها منذ اسابيع بعد طرح تشكيل اللجان الثلاث حول الحدود والأسرى والنقاط الخمس، علماً انّ اتصالات جرت في الآونة الاخيرة لإعادة استئناف اجتماعات لجنة المراقبة، والفرنسيون وقوات «اليونيفيل» إيجابيون في هذا الأمر، وثمّة معلومات أولية غير مؤكّدة حتى الآن تفيد بأنّ الأمور سائرة في هذا الاتجاه».

 

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت لجنة المراقبة قد قامت فعلاً بتفتيش المكان الذي تحدث عنه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قال المصدر الرفيع: «لا شيء لدينا يؤكّد هذا الإدعاء. ثم ما دخل الشويفات باتفاق وقف اطلاق النار في منطقة جنوب الليطاني، واضح انّ التركيز على هذه المنطقة لا يخفي سوى نوايا عدوانية».

 

وماذا عن الموقف اللبناني إزاء ذلك؟ قال: «إسرائيل تسعى إلى فرض وقائع جديدة، وتسعى في استفزازاتها واعتداءاتها المتتالية وتوسيع رقعتها إلى استدراج «حزب الله»، وهو ما لم يحصل ولن يحصل، وخصوصاً أنّ الحزب ورغم كل ذلك لم يبدر من ناحيته أيّ خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما اكّده بدوره رئيس مجلس النواب نبيه بري بقوله بصراحة ووضوح «انّ الحزب لم يطلق رصاصة واحدة منذ وقف إطلاق النار»، بل إنّ الحزب، أكّد أنّه خلف الدولة اللبنانية في ما تقوم به من جهود لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وإتمام الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الخمس. وبديهي هنا القول بأنّ مسؤولية الحكومة وواجبها القيام بالدور المطلوب منها ضمن جهودها الديبلوماسية لمنع العدوان».

You might also like