بنت جبيل –
كشفت مصادر دبلوماسية متقاطعة أن السلطات السورية عبّرت عن استياء شديد من تصريحات أدلى بها الوزير اللبناني السابق ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب على خلفية ما وصفه بـ ضرورة ارسال مقاتلين الى السويداء دعماً لأهالي المحافظة وتصريحاته النارية وذلك في ظل التوترات التي شهدتها المحافظة أخيراً.
واعتبرت دمشق أن ما صدر عن وهاب “يمثّل تدخلًا مباشراً في الشأن السوري الداخلي، وتجاوزاً للخطوط الدبلوماسية التي تنظّم العلاقة بين الدول”، خصوصاً أن تصريحاته تضمنت نية لتأسيس تشكيل مسلح وإرساله إلى الأراضي السورية، في وقت تعمل فيه الدولة السورية على ضبط الوضع الأمني جنوبًا بحسب ما وصف المصدر.
وأوضحت المصادر أن رسائل رسمية نُقلت إلى مسؤولين لبنانيين بهذا الخصوص، مع التأكيد على ضرورة لجم الخطابات السياسية التي قد تفسّر على أنها تحريض أو تشجيع على عسكرة داخل الأراضي السورية.
وفي السياق نفسه، عُلم أن جهازاً أمنياً لبنانياً وجه تنبيهاً مباشراً لوهاب، ناصحاً إياه إلى ضرورة اتخاذ تدابير أمنية إضافية لحمايته الشخصية في ظل المخاوف من أن تؤدي مواقفه الأخيرة إلى ردود فعل غير متوقعة خاصة أن الملف السوري يبقى أحد أكثر الملفات تشابكاً على الساحة اللبنانية مع وجود سوري كثيف على الاراضي اللبنانية ومؤيدين لنظام الشرع من سنة الشمال والبقاع.
رغم ذلك تشير أوساط متابعة إلى أن تصريحات وهاب الأخيرة لاقت تفاعلًا واسعاً في أوساط أبناء الطائفة الدرزية لا سيما في لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة حيث رأت فيها العديد من الفعاليات موقفًا “شجاعًا ومبدئياً في دعم السويداء في وجه السكوت والتزلف للشرع” ما انعكس بوضوح في ارتفاع شعبيته السياسية داخل القرى الجبلية والاغتراب الدرزي خصوصا بعد ظهوره الإعلامي الأخير.