في كلّ يوم، تتجدّد الجريمة البيئية في وادي الشرقية – الكفور، حيث تحوّلت هذه البقعة الطبيعية إلى محرقة مكشوفة بفعل بعض “البيك أبّات” المعروفة والمكشوفة، التي تدخل في جنح الليل لتحرق الدواليب والكابلات المسروقة. والنتيجة: سحب سوداء كثيفة، تخنق السكان وتغرق المنطقة بأكملها بغيومٍ محمّلةٍ بالسموم، وعلى رأسها الديوكسينات والمواد المسرطنة والعناصر الثقيلة التي تخلّفها هذه الحرائق العشوائية.
لقد أصبح مشهد الدخان الأسود الكثيف، الذي يزكم الأنوف ويهدّد حياة الكبار قبل الصغار، جزءًا من يوميات الناس في هذه القرى. إن ما يحصل ليس فقط تعديًا على البيئة، بل هو جريمة موصوفة ضد الصحة العامة والعدالة الاجتماعية، وخصوصًا أنّ المتورّطين في هذه الأفعال معروفون بالاسم والصفة والمكان.
فمن يحمي هؤلاء؟ ومن يردعهم؟
هذا السؤال نضعه برسم القوى الأمنية ووزارة البيئة، وندعو إلى تحمّل المسؤولية الكاملة ووضع حدٍّ فوري لهذه الكارثة البيئية والصحية. إن التراخي في تطبيق القانون يرسل رسالة سلبية بأن هذا النوع من التلوث مقبول أو قابل للتغاضي عنه، وهو ما لا يمكن السكوت عنه بعد الآن.
نحن أبناء الشرقية والكفور وكلّ الجوار، نرفع الصوت عاليًا:
كفى تلوّثًا، كفى احتقارًا لحياتنا، كفى عبثًا بصحتنا ومستقبل أطفالنا.
ونطالب بخطة عاجلة تشمل:
ملاحقة الفاعلين قضائيًا،
مصادرة الآليات المستخدمة في الجريمة،
مراقبة المنطقة بكاميرات حرارية ليلية أو نقاط أمنية متقدّمة،
وتنفيذ حملات تفتيش ومداهمات جدّية.
البيئة ليست سلعة، والصحة ليست رفاهية.
الساكت عن الجريمة شريك فيها.
فهل من يسمع؟