نشر السيناتور جوني إرنست عبر منصّة «إكس» تغريدة قال فيها: «أشعر بخيبة أمل كبيرة من التصريح الصادر عن قيادة الجيش اللبناني. فالجيش اللبناني شريك استراتيجي، وقد ناقشتُ هذا الأمر مع القائد العام في آب الماضي، وكانت إسرائيل قد منحت لبنان فرصة حقيقية للتحرّر من إرهابيّي حزب الله المدعومين من إيران. وبدل اغتنام هذه الفرصة والعمل معاً لنزع سلاح الحزب، يوجّه القائد العام، وبشكل مُخزٍ، اللوم نحو إسرائيل».
وسبقت ذلك، حملة قادها العضو في الحزب الجمهوري من أصل لبناني توم (عاطف) حرب، الذي قال إن الإدارة «تشعر بالإحباط من الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني. وقد ألغت كل الاجتماعات المُقرّرة غداً في واشنطن مع قائد الجيش رودولف الهيكل، واضطرت السفارة اللبنانية إلى إلغاء حفل الاستقبال المُخطّط على شرفه
وقالت مصادر متابعة لصحيفة “الاخبار”، إن «إلغاء زيارة هيكل ليس مرتبطاً بالبيان فحسب، بل يأتي ضمن سياق بدأ مع توتر العلاقة بينه وبين المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس وتحريضها عليه أمام عدد من السياسيين اللبنانيين واتهامه بعدم تنفيذ المطلوب منه في مواجهة حزب الله»، وقد تراكم الاستياء بعد المطالعة التي قدّمها هيكل في مجلس الوزراء، متناولاً «الإهانات المتكررة التي تطاول الجيش أمنياً وسياسياً، وكيف يتعرّض عناصره للتضييق والاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب»، مشيراً إلى «إمكانية أن يقوم الجيش بتوقيف كل نشاطه جنوب الليطاني بسبب العوائق الإسرائيلية»، وهي المطالعة التي تكفّل بنقلها «الوشاة» من داخل الحكومة إلى الإدارة الأميركية. وازداد الاستياء الأميركي من القائد لرفضه تلبية المطالب الإسرائيلية والأميركية، ولا سيما الدخول إلى منازل الجنوبيين بحثاً عن سلاح حزب الله، معتبراً أن تنفيذ مثل هذه المطالب سيؤدّي إلى مشكل كبير ولن يُرضي الإسرائيلي الذي سيطلب المزيد من لبنان.
إلى ذلك، فإن التقديرات في لبنان تذهب إلى تفسير الخطوة الأميركية كرسالة إلى رئيس الجمهورية الذي يعتبر الأميركيون أنه المسؤول الأول أمامهم، وأنه يقف وراء مواقف هيكل وهو من يتأخر في تنفيذ المهام المطلوبة. ومفاد الرسالة أن «المشكلة لم تعد مع حزب الله وحسب، وإنما مع الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وأن الولايات المتحدة مستعدّة لإدخال لبنان في عزلة أمنية وعسكرية وليس فقط سياسية ومالية، من خلال رفع الدعم عن المؤسسة العسكرية وحرمانها من مساعدات المانحين».
وبإلغاء الزيارة، تؤكد واشنطن على طلبها المباشر من السلطة اللبنانية، إحداث تغيير في عقيدة الجيش اللبناني، بحيث يتوقف عن اعتبار إسرائيل بلداً عدواً، والتوقف عن استخدام خطاب تحريضيّ ضد إسرائيل لأن ذلك سيعرّض الجيش اللبناني هذه المرة للعقاب الإسرائيلي، كما يطلب الأميركيون صراحة من الجيش الامتناع عن التصرف كمحايد في المعركة مع حزب الله، بل يجب أن يكون في صف الفريق العامل على تفكيك الحزب ومؤسساته العسكرية والمالية، ولو أدّى ذلك إلى صدام داخلي
لكنّ الأخطر من ذلك، وفقَ ما تقول المصادر، أن اتخاذ موقف من الجيش اللبناني، يعني كشف البلد وإطلاق يد العدو الإسرائيلي عسكرياً، رغم المواقف المعلنة بضرورة ضبط الوضع ومنعه من التدهور، خصوصاً أن هناك في لبنان وأميركا، من سيستغل موقف الإدارة الأميركية من الجيش اللبناني ويستكمل التحريض عليه ويحاول إقناع الإدارة بموقف أكثر تشدّداً مع لبنان وأكثر تساهلاً مع العدو والانتقال من التهديد إلى الفعل والسماح لإسرائيل بالقيام «بما لم تقم به الدولة اللبنانية والجيش اللبناني».


