حور الخُطاب السياسي في لبنان اليوم “المبادرة القطرية”، على وقع ترنح المسعى الفرنسي، والفشل الذي اصاب الطرح الذي تقدم به رئيس مجلس النواب في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، والذي ظلَّ في الاطار التقليدي، ولم يرقَ الى ما تتطلبُه الأزمة من التزامات مسبقة بإجراء حوار محدد في المضمون كما الزمن، ومن دون رئيس ومرؤوس، على ان تليه جلسةُ انتخابِ رئيس بمحضرٍ واحد ودورات متتالية، وليس وفق ايِّ صيغة ملتبسة اخرى، كتلك التي تحدث عنها رئيسُ حركة أمل، وذلك لانتخاب الرئيس التوافقي في حال نجاح الحوار، او للتنافس في ما بينَ المرشحين المطروحين أياً كانت الاسماء.
وفي مقابل تحليلات تربط الدور القطري بترشيحٍ محدد، معطياتٌ متداولة اعلاميا تتحدث عن لائحة اسماء ثالثة، من ضمنها العماد جوزاف عون الى جانب اسماء اخرى، خصوصاً في ضوء العقبة الدستورية، والعقبات السياسية التي تعترض طريق قائد الجيش نحو القصر الجمهوري.
لكن في المحصلة، ماذا ينفعُ لبنان انتخاب ايِّ رئيس، طالما التفاهم على خارطة طريق للخروج من الازمة غير متاح؟
هذا هو السؤال الكبير اليوم، في وقت تزداد فيه التعقيدات الداخلية، فيما تتسارع خطوات الانفراج في المحيط، وآخرها اليوم اعلان وزير الخارجية الايرانية، ان فرص التوصّل إلى اتفاق مع واشنطن لاستئناف المفاوضات النووية تزداد، في وقت لا تزال اصداء المقابلة الاخيرة لولي العهد السعودي، التي تحدث فيها عن احتمالات السلام، تتردد في المنطقة والعالم.
لكن قبل الدخول في تفاصيل النشرة، اشارة الى ان الرئيس العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يقومان غداً بجولة في محافظة عكار. تتخلل الجولة محطات في بلدات رحبة وشدرا وعندقت، على ان تُختتم بلقاء شعبي في معمل الحرير في القبيات عند الساعة الثانية عشرة والنصف بعد الظهر، حيث يلقي الرئيس عون والنائب باسيل كلمتين، تُنقلان مباشرة عبر هواء الأوتيفي ومواقع التواصل الخاصة بالمحطة. وهذا المساء، لبى رئيس التيار الوطني الحر دعوة السفير السعودي وليد بخاري لحضور حفل الاستقبال في اليوم الوطني السعودي الذي اقامته السفارة في وسط بيروت.