“نساء الشمس” يفتح أبوابه في الشوير: مساحة للتمكين والأمل… ورئيسة جمعية سطوح بيروت داليا داغر تطلق موعد التيليتون المقبل في ٢٣ كانون الاول

افتتحت جمعية “سطوح بيروت” مركز “نساء الشمس” في بلدة الشوير في مبنى راهبات القلبين الأقدسين، في احتفال أُقيم في المركز برعاية وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيّد ووزير الصحة العامة د. ركان ناصر الدين ممثلاً بمستشاره جوزف الحلو، وبحضور نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، العميد ربيع رستم ممثلاً وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش، ممثلة وزير العمل نزهة شليطا، ممثلة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل جومانا سليلاتي، الوزيرين السابقين زياد مكاري ووليد فياض، ممثلين عن القادة الأمنيين: الأمن العام، أمن الدولة، قوى الأمن الداخلي، والدفاع المدني، والسفيرة ميرا ضاهر، النائب السابق أدي معلوف، المحامية العامة التمييزية القاضية سمرندا نصار ممثلة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة مع وفد مرافق، نقيب المحررين جوزف القصيفي، رئيس بلدية الشوير – عين السنديانة نعيم صوايا وأعضاء المجلس البلدي، والأميرة حياة أرسلان، وعدد من الإعلاميين، ورؤساء بلديات مجاورة وفاعليات وحشد من أصدقاء وداعمي الجمعية.

قدمت الحفل الإعلامية نايلة شهوان، ثم عرضت مديرة تنمية المشاريع في الجمعية روزي البونجي شرحاً عن أهداف المشروع والخدمات التي يقدمها والفئات المستفيدة منه، كما تطرّقت إلى نشاطات المركز وطرق المساهمة في دعم تشغيل هذا المشروع.

بعد ذلك، استعرضت مؤسسة ورئيسة الجمعية الإعلامية داليا داغر مسيرة الجمعية، عارضةً فيديو عن التاريخ نفسه من الحرب الماضية في سنة 2024، والذي جمعت فيه الانتشار اللبناني في فرنسا لحثّهم على دعم اللبنانيين المقيمين في الأزمة العصيبة التي مرّ بها البلد، مركّزة على أنهم دعمٌ أساسيّ لوطنهم.
ثم أكملت بعرض محطات عمل الجمعية منذ عام حتى إطلاقِ مشروع نساء الشمس، من خلال عرض وثائق منها خريطة كشفت عن تغطية الجمعية للمساعدات التي قدمتها خلال حرب ٢٠٢٤ والتي تمكّنت من خلالها من مساعدة 380 ألف نازح.
وربطت إطلاقَ المشروع بطلب من الأخت مايا بعينو من جمعية “سطوح بيروت” بمساعدة نازحين لجأوا إلى راهبات القلبين الأقدسين في رميش. لافتةً إلى أن الجمعية استطاعت، بمساعدة الجيش اللبناني، أن تكون أول جمعية أوصلت مساعدات إلى منطقة رميش بقيمة 80 ألف دولار جمعتها من خلال تعاون اللبنانيين كافة من مختلف الطوائف.
وقالت إنّ “مساعدة راهبات القلبين الأقدسين كانت أول الغيث، عبر حديث مع مطران اللاتين سيزار أسيان، الذي شجعنا على توسيع نطاق عملنا الإنساني، حيث قال إنه عليكم أن تقوموا بمشروع أكبر يتحوّل إلى مؤسسة. ومن خلاله التقينا بالأم برناديت رحيم، الرئيسة العامة لرهبانية قلبي يسوع ومريم، التي عرضت علينا إمكانية تشغيل هذا الدير، وهنا بدأت نقطة التحوّل في مسيرة الجمعية”. 
وأضافت داغر أنها “عندما زارت المكان للمرة الأولى شعرت بطاقة روحية مختلفة، وكأن الطبيعة نفسها تحتضن فكرة النور التي ترافق كل مبادرة إنسانية”. وأوضحت أن “المكان يتميّز بإطلالته الهادئة ومساحته الواسعة، ما جعله البيئة المثالية لاحتضان فكرة مركز ” Femmes du Soleil”، الذي أرادت الجمعية من خلاله أن تترجم إيمانها بأن تمكين المرأة هو الخطوة الأولى نحو بناء مجتمع أكثر توازنًا وإنسانية. من هنا، بدأنا نعمل على تحويل هذا المكان إلى مساحة تُشبه أحلام النساء اللواتي لم تُتح لهن الفرصة بعد. أردناه مركزًا نابضًا بالحياة، يضمّ ورش تدريب ومشاريع إنتاجية ومساحات للتعبير والإبداع، ليكون النور الذي ينطلق من الجبل نحو كل لبنان.”
وأشارت داغر إلى أنّ “هذا المشروع أتى من حاجة لمستها من كثرة الطلبات التي أتت إلى الجمعية، وليس من طرف سياسي أو حزبي أو دعم دولي أو متبرع، وأن العناية الإلهية تدخلت في تجهيز هذا المشروع، وعرضت داغر أسماء المتبرعين على الشاشة”
وفي ختام كلمتها، وجّهت الشكر لكل الحاضرين والداعمين، وقالت إنّ “الجمعية أمام تحدّيين: الأول هو تشغيل المركز بعد تجهيزه، من خلال تأمين دعم لحاجياته الضرورية مثل المازوت والمأكل والمصاريف الإدارية، بالإضافة إلى بعض النواقص. والتحدي الثاني هو مساعدة طالبي العلاج الذين يرزحون تحت فقر كبير، والجمعية في هذا الإطار هي ملجأهم الوحيد منذ 14 سنة”. 
وأطلقت تيليتون في 23 كانون الأول، داعيةً إلى “تضافر جميع اللبنانيين من أجل تحقيق هذين الهدفين اللذين يساهمان في تغيير حياة الكثير من الأشخاص اجتماعيًا وإنسانيًا ومهنيًا، في بلد يعاني الأزمة الاقتصادية الحادّة”.

وكانت كلمة لجوزف الحلو نقل فيها تحيات وزير الصحة وأكد أن “الدولة تقف الى جانب الجمعيات ضمن امكاناتها نظرا للأزمات المتلاحقة التي مر بها لبنان وخفض موازنة الوزارة التي وصلت عام 2023 الى 23 مليون دولار بعدما كانت قبل الأزمة 480 مليون دولار للطبابة فقط”، مشيرا الى ان “موازنة الوزارة ارتفعت عام 2024 الى 240 مليون دولار بعد جهود مضنية”.
ولفت الى ان “وزارة الصحة تشجع الجمعيات والمراكز المماثلة”، وقال:”هذا واجبنا، لان المساعدة نعمة وهي قمة العطاء”، وكشف عن “دعم اضافي لكل مراكز الرعاية الصحية الاولية من خلال توزيع الادوية مجانا وخصوصا ادوية الامراض المزمنة، بالاضافة الى دعم ملحوظ للصحة النفسية”.

الوزيرة السيّد
ثم كانت كلمة للوزيرة السيّد فقالت:”أحيانًا، في بلدٍ مثقل بالأزمات مثل لبنان، ننسى أن هناك أماكن ما زالت قادرة على صنع الأمل و”نساء الشمس” هو واحد من هذه الأماكن. هذه المبادرة التي تحمل اسمًا يُشبه رسالتها: رسالة الدفء، والنور، والقدرة على النهوض مهما اشتدّت الصعوبات”.
أضافت:”في كلّ مرة ألتقي نساء من مختلف المناطق اللبنانية، أسمع القصص نفسها: صعوبات، تحديات، لكن أيضًا إرادة لا تنكسر، المرأة في لبنان أثبتت أنها لا تحتاج إلى من يمنحها القوة، لأنها تملكها أصلًا، لكنها تحتاج إلى من يوفّر لها المساحة لتستخدمها.هذا المركز يقدّم ما تحتاجه كلّ امرأة لتبدأ من جديد: مساحة آمنة، دعم نفسي واجتماعي، تدريب مهني، ورعاية صحية، لكن قبل كلّ ذلك، يقدّم الإيمان بقدرة النساء على التغيير”.
وتابعت:”في وزارة الشؤون الاجتماعية، نحاول أن نترجم هذه القناعة إلى عمل مؤسساتي منظم.
خلال الأشهر الماضية، بدأنا إعادة تأهيل مراكز التنمية الاجتماعية في مختلف المناطق اللبنانية،
لكي تتحوّل من مراكز خدمات إدارية إلى مساحات حياة حقيقية، تقدّم الدعم الاجتماعي والنفسي، وتوفّر برامج تمكين اقتصادي محلي، وتكون صلة وصل بين المواطن والدولة”.
وقالت:”هدفنا أن يشعر الناس بأنّ الدولة ليست بعيدة عنهم، وأنّها ترافقهم في مراحل ضعفهم كما في مراحل نهوضهم. لهذا، أطلقنا رؤيتنا لتحويل الوزارة إلى وزارة للتنمية الاجتماعية، وزارة تُخطّط وتبني وتنسّق، لا تكتفي بتقديم المساعدات بل تخلق فرصًا للكرامة والإنتاج. لكنّ النجاح في هذا المسار لا يكون من دون شركاء. وهنا يأتي دور الجمعيات والمبادرات مثل جمعية سطوح بيروت التي أسّستها السيدة داليا داغر، التي حولت التضامن الإنساني من فكرة إلى واقع ملموس،
وأثبتت أن العمل الأهلي، عندما يكون نزيهًا وجادًّا، يمكن أن يُكمّل دور الدولة لا أن يحلّ مكانها. داليا، شكرًا لكِ لأنكِ اخترتِ أن تزرعي الأمل في زمنٍ يحتاجه الناس أكثر من أي وقتٍ مضى”.
وتابعت:”لا يمكنني أن أنهي كلمتي من دون أن أوجّه تحية تقدير لزميلي معالي وزير الصحة العامة الدكتور ركان نصر الدين، الذي نعمل معه على بناء شراكة حقيقية بين الصحة والشؤون الاجتماعية،
لأنّ الإنسان لا يُجزَّأ: حاجاته الصحية والاجتماعية والاقتصادية مترابطة، وأيّ سياسة ناجحة يجب أن ترى الصورة كاملة، لا جزءًا منها،”نساء الشمس” هو خطوة في هذا الاتجاه، خطوة تجمع بين الرعاية والتمكين، بين الدولة والمجتمع المدني، بين الفعل والرجاء”.
وختمت:”نحن نحتاج إلى مبادرات كهذه، لأنّها تذكّرنا بأنّ التنمية ليست مشروعًا حكوميًا فقط،
بل هي قناعة جماعية بأنّ كل إنسان يستحق فرصة جديدة، وأنّ الكرامة لا تُمنح، بل تُبنى، يومًا بعد يوم، بعملٍ صادق وإيمانٍ عميق. شكرًا لكل من ساهم في تحقيق هذا المشروع، وشكرًا لكل امرأةٍ تقف اليوم تحت شمس لبنان، وتُصرّ أن تظلّ واقفة، مهما كانت العواصف”.
بو صعب
وفي الختام تحدث بو صعب فرحب بإنشاء المركز في بلدة الشوير، معلناً تقديم حافلة للمركز لتسهيل الانتقال إليه، معربا عن ثقته بالمشاريع التي تقوم بها رئيس جمعية “سطوح بيروت”.
 وأثنى بو صعب على “جهود داغر واصرارها على المساعدة الذي هو سر نجاحها”، واضعاً إمكاناته وإمكانات البلدية وأهل البلدة بتصرف المركز ليستقطب نساء من كل لبنان.
وقال:”كلنا شركاء في ما وصل لبنان إليه، ونحن اليوم نبحث عن الانقاذ، واقول إنه هناك امل، فللمرة الأولى أرى اننا نسير في الطريق الصحيح، خطوة خطوة ولكن في الاتجاه الصحيح، وأهم ما ذلك انه يجب أن نتفهم بعضنا البعض من دون الدخول في حسابات الربح والخسارة لأن ذلك يوصلنا إلى خراب أكبر”.
أضاف:”فخامة رئيس الجمهورية متفهم للوضع، يعمل بهدوء ولكن في الطريق الصحيح مع رئيسي مجلس والنواب والحكومة والوزراء، ورغم  التجاذبات احيانا، إلا أنه يجب أن نصل إلى نهاية الطريق بمساعدة الجميع”.
وتخلل الحفل عرض فيديو عن المركز واختتم بقص شريط الافتتاح وجولة في اقسامه.

You might also like