لفت متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، إلى أنّه “عندما يحدّثنا الرب يسوع عن الغني ولعازر الفقير، لا يقدّم لنا حكايةً أخلاقيّةً، بل يكشف لنا سرّ الحياة الأبديّة، ويدعونا إلى إدراك معنى الخلاص وجوهر العلاقة بين الإنسان والله”، موضحًا أنّ “المسيح الّذي تجسّد لأجل خلاصنا، أراد فتح عيون قلوبنا على أنّ كلّ حياة تُبنى على الأنانيّة والتشبّث بالمال والمجد الباطل، هي موت روحي ولو بَدت مزدهرة ظاهريًّا، وكلّ حياة ُتبنى على المحبّة والرّحمة والإيمان المرفق بالعمل، هي حياة ممتلئة بالله ولو كانت فقيرة من خيرات هذا العالم”.
وسأل المطران عودة “إنّ كان الله الخالق قد بَذل ابنه الوحيد من أجل خلاص العالم، ألا يستحق أخوك في الإنسانيّة أن تنظر إليه بعين المحبّة والرّحمة والرّفق؟ ألا يستحق مواطنك أن تحترمه وأن تعامله كما تتمنّى أن تعامَل؟”، داعيًا إلى “التأمّل في حياتنا، وإدراك أنّ ما نزرعه خلال حياتنا سنحصد نتائجه عند الدّينونة، وأنّ الإنسان، علا شأنه أو صغر مقامه، سيجني نتيجة أعماله”.
وركّز على أنّ “غني الإنجيل قد يكون أي إنسان احترف البغض والظّلم، وأَغلق قلبه مانعًا محبّته عن الآخر أو خبزه عن المحتاج، وقد يكون دولةً لا تقوم بواجباتها تجاه مواطنيها فلا تعتمد المساواة بينهم، ولا تقضي بالعدالة فيما بينهم، فتترك مصابي كارثة مرفأ بيروت لمصيرهم، وذوي ضحايا السّلاح المتفلّت والمخدّرات أو الاغتيالات لآلامهم، ونزلاء السّجون لقدرهم، أو تَمنع مَن ترك وطنه مكرهًا، خوفًا أو هربًا، من ممارسة حقّه في انتخاب من يمثّله ويطالب بحقوقه”.


