الديار: المخيّمات تغلي… والمخدرات أقوى من القانون

الديار: صونيا رزق-

لا شك أن حادثة مقتل فتاة في مخيم شاتيلا قرب ما يعرف بـ”غرفة المخدرات”، وضع ملف سلاح المخيمات وتجارة المخدرات ضمنها في الواجهة من جديد، خصوصاً بعدما افيد وفق التحقيقات، بأنّ الفتاة قتلت على يد احد تجار المخدرات، كما نُشرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، عن شابات وشبّان يدخلون اماكن محدّدة ضمن المخيم لشراء المخدرات، وكل هذا فتح الابواب على مصاريعها للقبض على تجار السم الابيض، الذين يفتكون بالفئة الشابة مقابل الحصول على المال الوفير.

 

فضلاً عن انّ هذه التجارة الخطرة كانت تشعل المخيم كل فترة، بعد ان تتطور الخلافات بين بائعي المخدرات الى اشتباكات ومعارك بمختلف انواع الاسلحة، جعلت منه بؤرة لأعمال مشبوهة ومنطقة غير آمنة، الامر الذي استدعى تدخلاً من قبل قوات الامن الفلسطيني بعد التنسيق مع الجيش اللبناني، حيث سيطرت على الاماكن الخفية التي كانت تستعمل داخل المخيم لترويج المخدرات.

للاضاءة على ما جرى في هذا الاطار قبل ايام قليلة، اشار مصدر أمني فلسطيني لـ”الديار” الى انّ القرار اتخذ للقضاء على أوكار المخدرات، التي أدت الى حصول خلافات دائمة بين التجار في المخيم، ما ادى الى وجود مخاطر يومية كانت تتطور دائماً الى اشتباكات، والى دخول متعاطين غرباء ومن جنسيات مختلفة، ومع تسارع الاحداث بدأت عملية التنفيذ مع استقدام عناصر فلسطينية اخرى من مناطق مختلفة، لضبط الوضع بعد تلقي القوات الفلسطينية المشتركة أمراً بإقفال كل الغرف المشبوهة التي كان يطلق عليها تسميات محدّدة، وذلك بهدف إنهاء هذه الآفة وملاحقة التجار وتنظيف المخيم بأسرع وقت ممكن، كما أسفرت العملية عن إقفال مبنى كان يستخدم لبيع المواد المخدّرة.

 

الى ذلك افيد وفق المعطيات، بأنّ هؤلاء التجار هربوا من مخيم شاتيلا قبل المداهمات الى مخيم برج البراجنة القريب، مما يعني انّ الآفة انتقلت الى مكان آخر ولم يحصل اي تغيير سوى بالمكان، وبالتالي فالمخاطر ما زالت سائدة والمطلوب إجراءات امنية غير مسبوقة لملاحقتهم، خصوصاً انهم ينتشرون في مناطق عديدة من ضمنها طرابلس وقرى بقاعية وصولاً الى الحدود السورية، حيث لا رقابة بل معابر غير شرعية يتنقل ضمنها هؤلاء، ويبيعون ويسترزقون من خلال موت شبّان في ربيع العمر.

 

في غضون ذلك ووفق المعطيات من مصدر سياسي، فالتنسيق قائم بين بعض المجموعات لتهريب تجار المخدرات الى مخيم آخر هو برج البراجنة، الذي لا يقل خطورة عن مخيم شاتيلا ومن كل النواحي، وأشار الى انّ هؤلاء يعملون بغطاء من جهات فلسطينية معروفة، ما يمنع سيطرة الامن والقانون إلا على قلة توجد داخل المخيمات، فيما الكلمة للفاعلين ولمَن يقوم بالنشاطات الممنوعة لانه يتمتع بالغطاء السياسي، مشدّداً على ضرورة ان يتدخّل الجيش اللبناني للسيطرة على أمن المخيمات وان يتم تسليم السلاح الفلسطيني.

 

ولفت المصدر السياسي الى أنّ ما قامت به قوات الامن الفلسطيني في مخيم شاتيلا، كشف وجود تنسيق متكامل ساهم في هروبهم الى برج البراجنة، وسط كل الاجراءات الامنية التي شاهدناها عبر وسائلل الاعلام، مما يؤكد وجود هذه التغطية المسبقة لهؤلاء وعدم المس بهم، خصوصاً انّ المسافة بين المخيمين لا تتخطى الكيلومترات القليلة.

You might also like