بعض ما جاء في مانشيت البناء:
بقيت أصداء نتائج زيارة الوسيط الأميركي الى لبنان تسيطر على المشهد الداخلي، لا سيما أنها قطعت الطريق على الجهود الفرنسية والمقترح الفرنسي الذي جاء به وزير خارجية فرنسا خلال زيارته الأخيرة الى لبنان، لضبط الحدود وتطبيق القرار 1701، خصوصاً أن السفيرة الأميركية في لبنان أكدت أمام المسؤولين اللبنانيين وفق ما علمت «البناء» رفض بلادها للمبادرة الفرنسية.
وأشارت أوساط مطلعة على جولة هوكشتاين لـ«البناء» الى أن هوكشتاين استفسر من المسؤولين اللبنانيين عن موقف حزب الله من الهدنة في غزة وما بعد الهدنة، وما إذا كان مستعداً لمناقشة أفكار لترتيبات على الحدود تضمن الأمن للطرفين، بحال حصلت هدنة في غزة.
ووفق ما علمت «البناء» فإن الوسيط الأميركي وخلال لقاءاته قدّم عرضاً يقضي بأن تعمل الولايات المتحدة على تسهيل الملف الرئاسي وتقديم مساعدات للجيش اللبناني وإعادة إعمار الجنوب ومساعدات مالية ونقدية بحال تعاونت الحكومة اللبنانية للتوصل الى اتفاق على الحدود يوقف الحرب مع ضمانات بأن لا يعود حزب الله الى الجبهة بمعزل عن مسار الوضع الميداني والتفاوضي والسياسي في غزة.
لكن حزب الله، وفق ما أكدت مصادر معنية لـ«البناء» لم يُجب على الرسائل ولم يعلق على العروض ورفض النقاش بأي طرح أو اقتراحات في الملف الحدودي قبل وقف العدوان على غزة. وتولى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الرد على طروحات هوكشتاين بالتأكيد على الطلب من «إسرائيل» وقف خروقاتها وعدوانها على الجنوب ولبنان والانسحاب من الأراضي المحتلة، عارضين سجل الاعتداءات الاسرائيلية والخروقات للقرار 1701.
وأكد الرئيس بري أنه لا يمكن الطلب من المقاومة وقف إطلاق النار من دون إجبار «إسرائيل» على وقف عدوانها على لبنان وعلى غزة أيضاً لكون القضية الفلسطينية هي أصل المشكلة ولا يمكن فرض الاستقرار على الحدود مع لبنان أو في المنطقة من دون وقف الحرب على غزة والتوصل الى حل يعيد حقوق الفلسطينيين.
ونقل هوكشتاين وفق معلومات «البناء» استعداد إسرائيل للانسحاب من النقاط المتحفظ عليها من قبل لبنان، ومن الجزء الشمالي من قرية الغجر وإطلاق مفاوضات على بعض النقاط محل نزاع مثل نقطة الـ بـ1، كما لفت الى أن «إسرائيل» لم تعد تطلب تعديل القرار 1701 بل تطبيقه، كما التراجع عن مطلبها بانسحاب حزب الله مسافة 10 كلم والاكتفاء بسحب الصواريخ الثقيلة من الحدود.
وخلصت المصادر الى أن التصريحات الإسرائيلية العالية السقف ضد لبنان ورسائل التهديد الخارجية، تهدف للضغط على لبنان لا أكثر ولا أقل، مشيرة الى أن الحلول الدبلوماسية هي التي تتقدّم على فرص الحرب المستبعدة في الوقت الراهن.