Site icon Lebanotrend

هذا هو لبنان الذي نريده!

 – ابراهيم أحمراني

في السنة الرابعة بعد المئة لبنان نسأل: إلى أين وأي لبنان نريد؟

لو كنا في بلد آخر لكان من المعيب طرح هذه الأسئلة، لكننا في لبنان عند كل استحقاق نستعيدها في محاولة لاستشراف القادم الينا وطبعا وبكل أسف وكما دائما من الخارج.

برز التحدي الأول عند التأسيس، ويومها رفض البعض الكيان الجديد ثم قبل فيه على مضض وتظهر ذلك عند الصراعات الكبرى
1958-1969-1973-1975، وجاء اتفاق الطائف مترافقا مع انهيار الكتلة الشرقية واستفراد الغرب بالعالم.

أرضى الطائف من كان رافضا وصار قابلاً بالكيان بعد ان ضمن الحكم بالشراكة مع الوصي وترافق هذا مع تنامي حركة مسلحة مقاومة حظيت بغطاء رسمي وبدعم من الوصي ايضاً، مستفيدة من ما ورد في ما سمي وثيقة الوفاق الوطني بوجوب تحرير ما تبقى من أراض لبنانية محتلة مقابل رفض البعض الاخر ونفى لبنانيتها مطالبا الدولة السورية بتأكيد ذلك

ما تقدم قليل من كثير يقال وعليه يمكننا القول إن لبنان وبالرغم من معاناته المتكررة لا يزال فاقداً لنهائيته وهوية مواطنيه ويمكن القول انه لا يزال في طور التاسيس وفي هذا عيب كبير .

في العام 2001 انطلق مشروع الأمبراطورية للقرن 21 وتقرر غزو الدول الرافضة بحجة تغيير أنظمتها وبما يناسبها وهذا ما حصل وسيستمر ولنا في شهادات ومذكرات من عاصر تلك الأزمنة ومن موقع القرار والقيادة وأكدته الأحداث واجندات كولن باول التى حملها وأرفقها بالتهديد والوعيد لمن يرفض الرضوخ وترجم ذلك بموجة من الاغتيالات والتفجيرات ذهب ضحيتها الكثير من رجالات لبنان وقيادييه الكبار وانطلقت موجة الاتهامات غب الطلب وبما يناسب تنفيذ الأجندات السالفة الذكر.

تحرر لبنان يومها من السيطرة السورية وسبق ذلك في العام 2000 انسحاب العدو الاسرائيلي، وتأمل اللبنانيون خيرا واستعدوا للمضي قدما للمستقبل الموعود.
ام تكتمل الفرحة فجاء الأتفاق الرباعي كالصاعقة على روؤسهم وأعادهم الى أزمنة الظلام التي استمرت الى يومنا هذا وأكدت المؤكد بأننا لم ولن نتعلم لا من تاريخنا ولا من تجاربنا المريرة وهنا نحن نكرر الاخطاء والخطايا نفسها ونضع لبناننا مرة اخرى في دروب مجهولة ومستقبل غير واضحة معالمه.

ونعود لنكرر الاسئلة ذاتها الملازمة للكيان منذ انشائه، فلماذا تحبط قوى المنظومة بناء دولة لمواطن بدلا من مزرعة الطوائف ورعاياها، ولماذا نستغرب التدخلات من مشارق الارض ومغاربها وكل لمصالحه وعلى حسابنا ولنا في حاضرنا هذا أكثر من مثال؟؟

من هنا وجب علينا العمل على الانسان اللبناني فنؤمن له حقوقه في السكن والعمل والعلم والطبابة وضمان شيخوخته عندها فقط نخرج من حقوق الطوائف الى حق المواطن، ونضع الحجر الأول في بناء لبنان الذي نريده ونتمناه
قوياً عزيزاً ومحصنناً من الخوف والغبن والفتن والتدخلات القاتلة…