Site icon Lebanotrend

نطام القيادة والتحكّم في المقاومة يؤدي دوره الفعّال… والتواصل قائم من الهرمل إلى الناقورة

الثبات: حسان الحسن-

بعد التحضيرات والاستعدادات الصهيونية للحرب على لبنان، التي استغرقت نحو 18 عامًا، تحديدًا إثر هزيمة العدو أمام المقاومة الإسلامية في عدوان تموز 2006، توهم الصهاينة اليوم أنهم قادرون على هزيمة لبنان، بفعل الغارات الجوية على الأماكن السكنية في مختلف الأراضي اللبناني، خصوصًا حيث وجود البيئة الشعبية المؤيدة للمقاومة، كذلك بعد إقدام العدو على القيام باغتيال عدد من القادة فيها، توهمت “إسرائيل” أنها قادرة على “سحق حزب الله” على حد تعبير قادة هذا العدو. غير أن الوقائع الميدانية جاءت لتدحض وتبدد هذه الأوهام، رغم أن المواجهة مع الصهاينة لا تزال في بدايتها، والتحدي أمام رجال المقاومة كبير، فلا يمكن الاستهانة بالقدرة اللوجستية والتدميرية للعدو، والدعم العالمي الذي يحظى به، خصوصًا من الولايات المتحدة الأميركية.

وعقب مرور أيامٍ قليلةٍ لإعلان “إسرائيل” بدء عمليتها البرية الموصوفة بـ”التوغّل المحدود” في الجنوب اللبناني، تلقت ضرباتٍ موجوعةٍ، باعتراف العدو عينه، فقد كشف الإعلام “الإسرائيلي” إصابة 35 جندياً “إسرائيلياً” في مكمن في مارون الراس، فيما أشارت تقارير الى مقتل 14 جندياً “إسرائيلياً”.

 

يذكر أن جنود العدو تقدموا 700 متر داخل الأراضي اللبنانية المؤدية إلى مارون الراس، بعدما دخلوا إلى موقع لليونيفيل، ولكنهم كانوا تحت أعين المقاومين ومرمى نيرانهم، فحلّ بالصهاينة ما حلّ بهم، عندما اقتربوا من “حديقة إيران” في البلدة المذكورة، هذا باعترافهم الوارد آنفًا.

وهنا تجزم مصادر مطلعة وموثوقة أن “نظام القيادة والأمرة والتحكم يؤدي دوره المطلوب بدقةٍ وإتقانٍ وفاعليةٍ، باعتراف العدو قبل الصديق”. كذلك تؤكد أن “نظام التواصل من الهرمل إلى الناقورة، قائم بانتظام وفاعليةٍ أيضًا”، على حد قول المصادر.

وتكشف أن “المواقع التي شغرت باغتيال بعض القادة في المقاومة، تم إشغالها بقادةٍ جددٍ من أجيالٍ على مستوىٍ عالٍ من الخبرة في المجال العسكري والميداني”.

 

وتقول المصادر: “لقد فشل العدو في الحرب الإعلامية والنفسية والميدانية التي تهدف إلى النيّل من عزيمة المقاومين وضرب ثقة جمهورهم بهم، غير أن النتائج جاءت معاكسةً تمامًا لأوهام العدو ومن يقف خلفه وبعض المراهنين في الداخل على “انتصار إسرائيل” على المقاومة في لبنان، إثر فشل العدو في احتلال شبرٍ واحدٍ من الأراضي اللبنانية، بعد مضي نحو أسبوعين من محاولة التوغل في هذه الأراضي”، ودائما بحسب تأكيد المصادر عينها.

 

وفي هذا السياق، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تلفت إلى أن “قرية ميس الجبل الحدودية تعرضت لعدوان جوي على مدى عام، وعندما حاول جيش العدو التقدم نحوها، أطلقت عليه المقاومة 310 صواريخ، ما يؤكد أن لدى المقاومة مخزون كبير من الصواريخ، وما يكشف زيف ادعاءات قادة العدو، من أن جيشهم استطاع ضرب القدرات الصاروخية للمقاومة”، تختم المصادر.

 

ولا ريب أن “الحقيقة كالزيت تطفو دائمًا”، فبعدما استنفد العدو “بنك أهدافه” الجوية وفشل في الميدان، ها هي المقاومة تحدد من جهتها “بنك أهدافها” في فلسطين المحتلة، وتضرب بنجاحٍ أهدافٍ في حيفا وما بعد حيفا، في وقتٍ لا يزال المراهنون في الداخل على “نصر العدو” على غيهم، ولم يأخذوا العبر من الأحداث التي خلت، أبرزها انسحاب العدو الإسرائيلي مدحورًا عن الأراضي اللبنانية في العام 2000 و2006.