Site icon Lebanotrend

مهمة هوكشتاين لم تنته

الجمهورية: ما من شك أن ليس في استطاعة أحد أن يتنبّأ بمجريات الميدان العسكري مع تصاعد عمليات «حزب الله» والاعتداءات الاسرائيلية، ولكن هذه المجريات وبرغم التصعيد والتهديدات، لا تجاري النظريات المتشائمة، وتؤكد ذلك العمليات الحربية المتواصلة من كلا الجانبين التي ما زالت مضبوطة بوتيرة تعلو وتهبط، تحت سقف «قواعد اشتباك» او «توازن الردع»، وضمن حدود معيّنة لم يتجاوزها طَرفا الصراع على مدى تسعة أشهر من المواجهات برغم الضراوة التي تَتسِم فيها بين حين وآخر.

 

وما من شك أيضاً أنّ صوت التهديدات في هذه الفترة أعلى بكثير من صوت المواجهات في الميدان، وما يقترن معها من حراكات لاحتواء التصعيد، الا انّ هذه التهديدات لم ترقَ حتى الآن الى الترجمة الميدانية لها بعمل عسكري واسع.

 

ومردّ ذلك، كما يقول ناشطون على خط مساعي التهدئة والتبريد، الى «الكارت الاحمر» الذي ترفعه واشنطن في وجه الحرب، والمستوى العالي من جدية الحراك الذي تقوده لمنع اشتعالها، وكذلك الى محاذرة طرفي الميدان العسكري تجاوزه وتوسيع دائرة الصراع الى حرب يدركان أثمانها وأكلافها الباهظة إن خرجت عن السيطرة.

 

واذا كانت واشنطن قد أرسلت إشارات مباشرة وغير مباشرة حول جدية التهديدات الاسرائيلية، الا انها في الوقت نفسه، وفق ما استخلصته «الجمهورية» من مُطّلعين على حركة الديبلوماسية الاميركية، أبلغت الى جميع الاطراف بما يفيد بأنّها لن تسمح بانزلاق جبهة لبنان إلى حرب تداعياتها شاملة بمخاطرها وأكلافها، وهو ما دفع الادارة الاميركية الى التحذير المباشر والصريح عبر البيت الابيض ووزارة الخارجية الأميركية والبنتاغون من أنّ نتائجها ستكون وخيمة على جميع أطراف الحرب.

 

وبحسب معلومات هؤلاء المطلعين فإنّ واشنطن في حراكها تجاوزت التهديدات، وقطعت شوطا ايجابيا في ضبط الجبهة الجنوبية تحت سقف ما تعتبرها فرصة ما تزال قائمة لبلوغ حل سياسي يَلي انتهاء الحرب في غزة.

 

وضمن هذا السياق، تندرج لقاءات وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن مع مسؤولين اسرائيليين، وكذلك مهمة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين التي لم تنته، وفق ما تفيد تقارير اميركية بأنه يواصل مَسعاه لاحتواء التصعيد على جبهة لبنان، وخصوصاً مع الجانب الاسرائيلي، حيث انّ الصورة واضحة للاميركيين من الجانب اللبناني، وهوكشتاين سمع في بيروت ما سبق له ان سمعه في محطات سابقة، وما جرى التأكيد عليه في الرد اللبناني الرسمي على الورقة الفرنسية لناحية انّ لبنان لا يريد الحرب ولا يسعى إليها.

 

وبتعبير أوضح انّ «حزب الله» برغم عنف المواجهات لا يسعى الى الحرب الواسعة، وأمينه العام السيد حسن نصرالله قال بوضوح في وجه ما يُطلق من تهديدات بأن «حزب الله» لا يريد الحرب الشاملة، ولكن إن فرضت هذه الحرب، فسيخوضها الحزب بلا ضوابط وبلا قواعد وبلا أسقف».