Site icon Lebanotrend

من أراد الدولة لم يكن واهمًا بل وحيداً – المحامية جومانا سليلاتي

كان يعرف تمامًا ما يطلب، وما يواجه، وما سيفقد.

لكنه كان وحيدًا، لأن الحلم في هذا البلد يُعتبر ترفًا، والمشروع يُعامل كخطيئة.

في عهد ميشال عون، لم تكن المعركة على الكرسي… بل على هوية الدولة نفسها

كان هناك من يصرّ على التدقيق الجنائي، لا ليُدين خصمًا، بل ليُعيد للناس ثقتهم.
كان هناك من يريد استقلالية القضاء، لا ليُصفّي حسابًا، بل ليكسر الحلقة الجهنمية.
كان هناك من يعمل لبناء مؤسسات، لا ليُزيّنها بشعارات، بل ليُحصّنها من التبعية.

لكنهم واجهوه ليس كخصم سياسي… بل كخطر وجودي على منظومتهم.
شيطنوا كل خطوة، حاصروا كل قرار، وحرّفوا كل نيّة.
حتى بات جمهور التيار نفسه يتساءل: هل أخطأنا في الحلم ؟ هل بالغنا في الإيمان ؟
لكن السؤال الحقيقي هو: هل كان البلد مستعدًا للحقيقة؟

اليوم، المشهد مختلف… لكنه ليس أفضل.

لا تدقيق جنائياً، لا مواجهة مع المنظومة، لا مشروع واضحاً لبناء الدولة.

القرارات تُؤخذ في الخارج، وتُنفّذ هنا بلا نقاش.
السيادة تُباع على دفعات، والكرامة تُستهلك في بيانات ديبلوماسية لا تقول شيئًا.والحياد يُباع كاستقرار، والمهرجانات تُقدَّم كإنجازات.

والشعب؟ لا نسمع له صوتا.
لا كلمة، لا غضب، لا مساءلة.
كأنّ من صرخ يومًا “كلّن يعني كلّن”، صار اليوم يهمس ” بس خلّونا نعيش ”
كأنّ الذل صار عادة، والخيبة صارت نمط حياة.
كأنّ الشعب الذي ثار بلا هدف، صار عاجزًا عن المطالبة حتى بالحد الأدنى.

وحده التيار الوطني الحر بقي صامدا على مبادئه متمسكاً بالحلم، ومدافعاً عن الدولة.
وهو لا يطلب المستحيل… فقط أن يُقال له: نعم، كنت على حق.
أن يُقال للناس: من أراد الدولة، لم يكن واهمًا… بل كان وحيدًا.

لكننا لن نبقى وحدنا.
لأن الحلم لا يُدفن، والمشروع لا يُنسى، والحق لا يُشيطن إلى الأبد.

المحامية جومانا سليلاتي
* منسقة العلاقات العامة في التيار الوطني الحر