Site icon Lebanotrend

مضت الذكرى الأولى لطوفان الدم

مقدمة نشرة الـOTV المسائية:

بين متحسِّر على الأعداد الكبيرة من الشهداء، والكمِّ الهائل من الخراب، من دون إنجازٍ سياسي بحجم التضحيات، ومشدِّدٍ على أن ما جرى أعاد بثَّ الروح في القضية الفلسطينية التي كانت شبهَ منسية، مضت الذكرى الأولى لطوفان الدم، على وقع الصواريخ المنهمرة على الكيان العِبري، المتمادي حتى إشعار آخر في ارتكاباته الإجرامية بحق الأبرياء، من غزَّة إلى لبنان.
وفي مستهل العام الثاني من الحرب التي تلت العملية التي نفذتها حماس في السابع من تشرين الأول الفائت، يمكن التوقف عند الملاحظتين الآتيتين:
أولاً، لم تتمكن الآلة الحربية الإسرائيلية بعد سنة كاملة من القتل الذي حصد ما يفوق الخمسين ألف غزَّاوي، من القضاء على حماس، على رغم من إعادة احتلالها للقطاع، وفشلت حتى اللحظة في تحرير الأسرى، لكنها نجحت في تخطي كل المواقف الإقليمية والدولية المعترضة، أو الساعية إلى حلول، غيرَ آبهة بالتعاطف الشعبي العارم الذي لفَّ الكرة الأرضية، مع الشعب الفلسطيني المضطهد، وصولاً حتى إلى الداخل الأميركي، ولاسيما الجامعات. أما الأفق السياسي، فمقفل بشكل كامل، حيث بات حل الدولتين بمثابة المشروع غير الواقعي، في ضوء توجهات بنيامين نتنياهو، ومعطيات الأرض، كما في غزة، كذلك في الضفة الغربية المحاصرة بالمستوطنات.
ثانياً، على رغم الضربات القاسية جداً التي تلقتها المقاومة في لبنان، والتي بلغت حد استشهاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وعدد كبير جداً من قادة الصف الأول الميدانيين، عدا عن استهدف أجهزة التواصل والاتصال، تثبت المعطيات الواردة من القرى الحدودية، وأعداد القتلى والجرحى من الإسرائيليين، أن تكرار احتلال لبنان لن يكون نزهة لنتنياهو وجيشه، مهما حشد من قوات وزاد من ألوية وفِرَق. أما إذا تمكن المحتلون من التقدم، فالمقاومون سيكونون بالمرصاد، ليذكروهم بتجاربهم المرَّة على أرض لبنان بين عامي 1978 و2000، وصولاً إلى حرب تموز 2006… مع الإشارة إلى تطور نوعي طرأ هذا المساء على التهديدات الإسرائيلية اليومية التي اعتادها الناس، حيث حذر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي المستجمين والمتواجدين على شاطئ البحر، وكل من يستعمل القوارب للصيد او لأي استعمال آخر، من خط نهر الاولي جنوباً، بوجوب الإخلاء. وأعلن أن جيش الاحتلال سيعمل في الوقت القريب في المنطقة البحرية ضد أنشطة حزب الله، كما قال.
أما ما عدا ذلك من حراك سياسي على الخط الداخلي، فيضعه الناس في أدنى سلم الأولويات، ليقينهم أنه لم يفضي راهناً إلى نتائج، لأن الكلمة الآن للميدان.