Site icon Lebanotrend

لبنان بعد الضربة: ارتدادات فوضوية؟!

خاص tayyar.org

تُشكّل الضربة الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية تصعيدًا نوعيًا في المواجهة بين واشنطن وطهران، يتجاوز الردع التقليدي بغية تقويض العمق الاستراتيجي للبرنامج النووي الإيراني. وللضربة بلا أدنى شك دلالاتها السياسية والعسكرية العميقة، خصوصًا على دول المتأثّرة بإيران، وفي طليعتها لبنان.
يقول مصدر سياسي إن “لبنان، بوصفه أحد أبرز ساحات النفوذ الإيراني عبر “حزب الله”، لا يمكنه أن يبقى خارج مفاعيل هذا التصعيد. فالضربة تشكّل رسالة ضغط مزدوجة: إلى إيران نفسها، وإلى حلفائها الإقليميين، مما قد يدفع الحزب إلى إعادة تقييم تموضعه التكتيكي، وتحديد هامش حركته في الجنوب اللبناني، حيث تتكثف الاشتباكات مع إسرائيل منذ أشهر”.

ويلفت إلى أن “الانكشاف اللبناني أمام هذا التصعيد يبدو أكبر من أي وقت مضى، مما قد يُعرض لبنان لخطر الانزلاق نحو مواجهة واسعة. كما أن الموقف الدولي، خصوصًا الأميركي، بات أكثر حساسية تجاه أي تحرّك لحلفاء طهران على الحدود الإسرائيلية، مما قد يُقابل برد فوري وحاسم”.

ويخشى أن تكون “الحكومة عاجزة عن اتخاذ موقف فعّال، في ظل الانقسام السياسي الداخلي وغياب القدرة على التأثير في القرار الأمني على الأرض. وبينما تحاول بعض القوى تجنيب لبنان تداعيات هذا التصعيد، تبدو فرص تحييد الساحة اللبنانية متأرجحة، ما لم يتم التوصل إلى تهدئة إقليمية أوسع”.
ويخلص إلى أن “لبنان يقف مجددًا على حافة الخطر، رهينة حسابات إقليمية لا يملك أدوات التأثير فيها”.