Site icon Lebanotrend

قاسم يقول إن الدفاع لا يحتاج إلى إذن من أحد ولا تطلبوا منا وقف المقاومة

 حسم حزب الله الجدال حول الموقف من ورقة الاملاءات الاميركية، وابلغ الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، موقفه على الورقة، معلنا ان هناك اتفاق قائم يجب تنفيذه، ولبنان ليس بحاجة الى اتفاق جديد.

وطالب الحزب الدول الضامنة للاتفاق بتنفيذ التزاماتها قبل عرض اتفاق جديد. وقالت مصادر واسعة الاطّلاع، إن التنسيق والنقاش بين قيادة حزب الله والرئيس بري مستمران، وهناك تأكيد على ضرورة أن يكون موقف الثنائي موحّداً. وإن الاتصالات الواسعة محلياً، تستهدف الوصول إلى خطوط عامة لمواجهة خطط العدو بالتصعيد العسكري. وعلمت «الأخبار» أن الحزب أبلغ بري «رداً أولياً يتضمّن خطوطاً عامة تركّز على أن هناك اتفاقاً يجب أن يلتزم به العدو، كون لبنان التزم ولا يمكن الانتقال إلى اتفاق جديد».

كما يشير موقف حزب الله إلى «أن الضامن للاتفاق الأول (أميركا وفرنسا) لم يلتزم بموجبات الضامن، بل هو من يقترح أن ننتقل إلى اتفاق جديد ويدّعي بأنه سيكون الضامن له، وما طرحه هو مطالب إسرائيلية لم يستطع العدو أن يأخذها في الحرب فكيف يمكن أن تُعطى له بالتفاوض من خلال الأميركي المنحاز بالكامل إلى العدو». ويختم الحزب موقفه بالتأكيد على أنه «بعد ضمان التزام العدو الكامل بالاتفاق الأول، فإن الحزب وبقية اللبنانيين سيجدون الحلول لكل شيء بالحوار، ولأجل تحقيق المصالح اللبنانية العليا، وإن الحزب منفتح على مناقشة كل المواضيع».

موقف حزب الله تزامن وتوافق مع موقف هيئة الرئاسة في حركة أمل التي أصدرت بياناً بمناسبة يوم الشهيد أكّدت فيه أننا «نرفض أي محاولة لربط ملف إعادة الإعمار بأي التزامات سياسية تتعارض مع الثوابت الوطنية، والحكومة مدعوّة إلى امتلاك الجرأة والشجاعة للمبادرة فوراً إلى تطبيق ما لم يُطبّق من اتفاق الطائف ولا سيما البنود الإصلاحية وفي المقدّمة إنجاز قانون للانتخابات النيابية خارج القيد الطائفي وإنشاء مجلس للشيوخ، وحذارِ من مغبة استسهال بعض الذين تديرهم غرف سوداء التمادي في استفزازاتهم ومحاولات التشويه والتشكيك في انتماء وأصالة مكوّن أساسي من مكوّنات لبنان الوطنية والروحية».

الى ذلك، تواصلت المشاورات الرئاسية حول الامر، وتبيّن من المداولات، أن رئيس الحكومة نواف سلام، والذي يُعتبر الأكثر تفاعلاً مع الطرح من أصله، قال لسائليه إن ورقة توماس برّاك، ليست ورقة مُنزلة غير قابلة للتعديل أو حتى للتغيير. وهو ما التقطه الرئيس نبيه بري داعياً إلى ترتيب الأولويات بطريقة مختلفة، والتركيز على أهمية إلزام إسرائيل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار قبل أي بحث آخر. والخلاصة أن الرئيس جوزيف عون، الذي سمع نصيحة من برّاك بأن «لا تخذل الرئيس ترامب» قال لزواره، إن هناك من لا يريد أن يقتنع، بأن ملفاً بهذه الحساسية، لا تتم إدارته بعقلية حادّة.

الحصيلة، أن الاجتماعات الرئاسية مرشّحة للمزيد من البحث، وسط توقّع انعقاد قمة للرؤساء الثلاثة خلال وقت قريب. وسبق ذلك تسريب اجواء عن رئيس المجلس تقول بأن الورقة بالشكل المطروح غير مقبولة وهي ورقة تصبّ في المصلحة الإسرائيلية بامتياز ولا تراعي المصلحة اللبنانية مطلقاً».

من جانبه، أعاد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أمس تكرار موقف الحزب من المسألة الإشكالية، وقال في كلمته في المجلس العاشورائي: «نحن في لبنان كمقاومة، ونحن مقاومة لمواجهة الاحتلال. وإسرائيل تحتل أرضنا اليوم، وعندما نناقش كيف نتعامل معها، لا بد أن نعرف أن عليها الخروج من أرضنا، وليحصل ذلك، لا بد أن نقاومها، وأن نواجهها». وأضاف في رسالة مباشرة إلى منتقدي المقاومة: «منذ متى كان الدفاع عن الوطن يحتاج إلى إذن، وإلى أن يتوفر البديل الدفاعي عن الوطن، نحن مستعدون لأن نناقش كل التفاصيل حول هذا الدفاع». وختم معلناً الموقف الحاسم: «لا أحد يطالبنا بوقف المقاومة، اذهبوا وطالبوا العدو بالرحيل».