عكس السير: لم تنتهِ تداعيات الندوة الحوارية التي نظمتها جامعة الروح القدس – الكسليك مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل، الذي أظهر ديناميكية غير مسبوقة بين قادة الجيش في التفاعل الإيجابي مع الطلاب والأساتذة وإدارة الجامعة. فقد دخل القاعة بهدوء ومن دون مرافقين، وسلّم على غالبية الحاضرين، وأكد رفضه للأسئلة الجاهزة وتفضيله للأسئلة العفوية والمباشرة، وأشرك الحاضرين في جوانب من حياته الخاصة، متحدثاً بأريحية عن السيادة الشاملة ووحدة الوطن بكامل أراضيه بعيداً عن النزعات التقسيمية.
وقد استنفرت تصريحات هيكل السفارات التي أبدت رغبة بالحصول على تسجيل كامل للندوة. وأكد أحد المشاركين المخضرمين أنه لمس للمرة الأولى وجود خامة تسمح بظهور زعامة وطنية جديدة، وهو أمر لا يتكرر إلا كل ثلاثة أو أربعة عقود. وأضاف المصدر أنه لم يفهم سبب تحريض رئيس حزب القوات اللبنانية على الرئيس جوزف عون في الولايات المتحدة إلا بعد حضوره الندوة وسماع أجوبة هيكل، حيث تأكد أن غضب جعجع الحقيقي من عون ينطلق من كونه اختار هيكل لخلافته قبل أي اعتبار آخر. ومن هنا، تزامن التحريض على عون مع التحريض على هيكل أيضاً.

