Site icon Lebanotrend

عكار تنتظر القائد ميشال عون… كما انتظر لبنان 14 عاماً!

كلير كفروني –
  
عام  1991 غادر العماد ميشال عون لبنان الى قبرص ومنها الى فرنسا بعد أن شنّ العالم عليه حرب الغاء عسكرية، وانتظر اللبنانيون 14 عاماً ليعود قائدهم سنة 2005 بعد انسحاب الجيش السوري. ترأس عون بعد عودته وانتخابه نائبا كتلة التغيير والاصلاح واستطاع فرض نفسه رئيسا للجمهورية اللبنانية، ولم يعد خافياً على أحد أنّ الحرب لإقصاء عون عن اللبنانيين وعن بناء الدولة ومحاربة الفاسدين لم تنجح بل بالعكس، بل شددت ايمان اللبنانيين بقيادته وبنظرته الاستراتيجية. 
 
وقد شُنت عليه حرب الغاء أخرى لم تكن هذه المرة عسكرية، وعملت أيادي الدّاخل السوداء بتخطيط ومؤازرة خارجيّة لاشعال الحرب التي استهدفت هذه المرة صورة الرئيس ميشال عون وعهده بهدف تفكيك علاقته مع اللبنانيين وتقليب الرأي العام عليه ليسهل عليهم الغاؤه. وتم استئجار أبواق وفرق داخليّة وخارجيّة لضرب صورة الرئيس النّظيف، وعملت هذه الفرق بشكل منظّم بأمرة غرف سوداء تابعة لاحزاب معروفة الانتماء وشخصيات أخرى  بحسب اجندات خارجية. كانت المهمة واضحة وتدميرية امتدّت ايضا بشكل هادف الى الوزير السابق ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي كانت تهمته الموثقة الوحيدة في اخراج قيد عائلي يظهر انه صهر الرئيس ميشال عون. ونسي المحركون والمحرضون الفاسدين والمفسدين و”قنّصوا” على الرئيس “النّظيف” ونسي المتآمرون انّه وعلى الرغم من انتشار الفساد الحاصل، هناك “اوادم” لن ينخدعوا، وتلك قصة اخرى…
 
أما عكّار المنطقة التي حرموها، فصمدت اكثر مما استطاعت… وها هي اليوم تتهيّأ لاستقبال القائد بعد 18 عاماً. وللقائد عون في المنطقة رفاق سلاح وأهل حملوا القضية بأمان وايمان، والجميعّ يعلم أنّ عكار خزّان الجيش اللبناني، المؤسسة التي تحتلّ قطعة من قلب الجنرال وله في بيوتها محبة صادقة احتمت من رياح الكذب والنفاق والفساد التي غزت عصرنا. لم يترك الجنرال عكار طوال الفترة السابقة، والوزير السابق ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل كان يزورها بشكل دوريّ ليطمئن على الكوادر والمحبّين.
 
عكّار اليوم تعيش انفعالات العواطف الصادقة، فالذكريات تشتعل في قلوب عائلات رحل لهم أحباء، ويعدّون العدّة لاستقبال قائد القضية الصّادق. كما ان عكار تعلم اشتياق الجنرال لربوعها ولناسها الصادقين، وهو الذي يؤكّد دوما انها “مقلع الرجال وخزان الجيش اللبناني” وانّ “اهلها قدموا التضحيات الكثيرة في سبيل سيادة لبنان واستقلاله وسلامة اراضيه”. وبالرغم من صلاحياته المحدودة عندما كان في سدة الرئاسة، كان يسعى دوماً إلى إقرار مشاريع صناعية وانمائية وطبية من شأنها رفع الحرمان عن المنطقة سيّما في الفترة التي سبقت الحرب المفتعلة ضدّه. وهذا لم يكن ليناسب المتآمرين الذي يفضلون ابقاء الحرمان ليتحكموا بعدد كبير من اهل عكار ولقمة عيشهم.
 
أيام معدودة وتلامس أقدام القائد التاريخيّ ارض عكار، عسى ان تكون الزيارة مباركة وتشكل محطة ومنطلقاً لطاقة ايجابية في سبيل جذب ما من شأنه ان ينعش المنطقة. أيام معدودة وسيسجّل التاريخ موعدا جديدا لشدّ الاواصر من أجل مرحلة جديدة من النضال المطعّم بالامل وبناء وطن حلم نتشارك والقائد به، لم ينضب بعد…