Site icon Lebanotrend

طرابلس تحتضن النازحين… ولجان الإيواء مُستنفرة لتوفير مُستلزماتهم

الديار: دموع الأسمر-

ليل الاثنين، كان دوار السلام (مدخل طرابلس الجنوبي)، يغص بمواكب سيارات النازحين، نساء واطفال وشيوخ، قدموا من الجنوب المقاوم، ومن ضاحية بيروت الجنوبية، الى طرابلس والشمال، التي اطلقت نداءات الغوث والمساندة والاحتضان لاهل الجنوب.

 

حشد من الشباب المتحمس ورجال دين من اوقاف طرابلس الاسلامية، هبوا لاستقبال العائلات النازحة، بمشاهد اثبتت ان الدم واحد والموقف واحد، وان الشرع والشهامة والنخوة تقتضي غوث الملهوف، وفق ما قاله احد المشايخ.

 

لجان ايواء كانت في حالة الاستنفار القصوى، تميزت بسرعة التدابير لايواء العائلات التي ذاقت مرارة الرحلة الشاقة من الجنوب الى الشمال، بحيث استغرقت لدى البعض اكثر من عشر ساعات على الطرقات..

 

من دوار السلام، الى مستديرة عبد الحميد كرامي (ساحة النور)، مواكب سيارات ازدحمت بها الشوارع الطرابلسية، ولجان استقبال على الطرقات بادرت الى توزيع عبوات المياه والتمر، لسد رمق عائلات ارهقتها الطرقات.

 

معظم الطرابلسيين ومن كل الفئات والشرائح والاطياف رحبت بالنازحين، واكدوا انهم مستعدون لاحتضان اهل الجنوب، ومشاركتهم اللقمة ورغيف الخبز. لم تكن التجهيزات قد اكتملت في المعهد الفندقي بمدينة الميناء المعتمد رسميا كمركز ايواء، وكانت اعمال التجهيز جارية على قدم وساق حتى مساء امس للمباشرة باستقبال النازحين.

معظم الذين وصلوا هم اطفال ونساء ومسنون، والأعداد كبيرة فاقت كل التصورات، ما استدعى الى إعلان حالة تأهب من جمعيات في المدينة بادرت الى فتح فندق “الكواليتي” المتهالك والخارج عن الخدمة منذ عدة سنوات ، وذلك لاستقبال اكثر من ٢٠٠ عائلة، رغم ان المبنى يحتاج إلى عملية صيانه وترميم جذرية، وتأهيل وتوفير الطاقة الكهربائية باحضار مولدات خاصة، لانارة الغرف وتوفير المياه في اقرب وقت ممكن.

 

ولوحظ وجود عشرات الشبان الناشطين في العمل الاجتماعي، حيث اعلنوا عن تقديم كافة الخدمات للنازحين، بانتظار وصول اصحاب الايادي البيضاء التي تسهم بتقديم المساعدات، والتي يمكن ان تخفف من حجم الكارثة التي ألمت بالعائلات.

 

مدير المعهد الفندقي في الميناء الدكتور خليل خليل لفت إلى ان هذا المبنى تم انشاؤه عام ٢٠١٢، ومنذ ذلك التاريخ والمعهد يستقبل الطلاب بدءا من صفوف السابع المتوسط وصولا إلى التخرج .

وحول الكلام الذي طال المعهد انه مهجور، اكد انه ليس صحيحا باستثناء الفندق المحاذي للمعهد، الذي لم يتم افتتاحه لاسباب غير معروفة، لكنه اليوم اصبح جاهزا لاستقبال النازحين، وهو مؤلف من ٤٢ غرفة ،ويتم تنظيفها وتجهيزها مع وجود المياه، وتبذل جهود حثيثة لتوفير الطاقة الكهربائية بالتعاون مع لجنة الكوارث والمحافظ، كذلك يعمل الصليب الأحمر على تجهيز دور المياه والحمامات، املا ان تكون مبادرات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية فاعلة وناشطة، والأيام القادمة تثبت مدى أهميته.

 

اما في فندق “الكواليتي إن” فقد فتحت أبواب الغرف ليلا لمئات العائلات، التي وصلت منهكة من ساعات سفر طويلة أمضتها في السيارات، بسبب ازدحام السير الخانق، ومعظم العائلات خرجت بلا طعام ودواء ، وأطفال يبكون من تعب وجوع. واشارت بعض النسوة ان وجهتهم كانت طرابلس، لان مراكز الإيواء في مناطق مختلفة اصبحت مكتظة بالعائلات، واكدت ان العشرات استقبلتهم عند مدخل مدينة طرابلس، وقدموا لهم المياء والتمر وشكروا هذه المبادرات الانسانية والوطنية.

وواجه عدد من العائلات مشاكل كبيرة منذ وصولهم، حيث نسي البعض دواءه، وآخرون فقدوا الاتصال مع اقرباء لهم، وآخرون لم يستطيعوا احضار حاجاتهم من ادوية ولوازم أطفال الرضع، التي هي بحاجة إلى الحليب وحفاضات وهي حاجات ضرورية.

 

اما في المعهد الفندقي في الميناء فيقوم عدد من المتطوعين بعملية مسح شاملة للغرف، من تنظيف وترتيب لتصبح جاهزة لاستقبال العائلات النازحة، مع توفير المياه والكهرباء، وذلك بالتعاون مع المبادرات الانسانية، التي من المفروض ان تتفاعل في الساعات المقبلة.