تحول عيد البشارة في لبنان إلى تجسيد للعيش الواحد واحترام التنوع. إسلامياً ومسيحياً، باتت مريم جامعةً للوحةِ اللبنانية الجامعة، وانعكاساً لتلاقي اللبنانيين. هذا في العيش الديني، أما في السياسة ورهانات السلطة والتسلّط، فالهوة تزداد عمقاً، مع دخول العامل الإسرائيلي على خط التحديات، وبروز خطر التفلّت من الشرق، هذا فيما الحكومة منهمكة في التعيينات، لا بل محاولات الإستهداف والإستئصال في الإدارة، لمن ليس طيعاً في أيدي الخارج قبل الداخل.
وفي عيد بشارة مريم، يقبع اللبنانيون في حال انتظار “بشاراتٍ” متعددة. فالإحتلال الإسرائيلي على حاله في تلال الجنوب، ومخاطر اندلاع حرب جديدة لم تنتهِ بعد، وفي الشرق ترقّب لكيفية تعاطي سلطةٍ لم تستقر بعد على برٍ من الأمان والوضوح في العلاقة مع بيروت. أما في الداخل، فينتظر اللبنانيون “بشارات” استعادة الأموال المنهوبة، وإعادة هيكلة المصارف من دون أن يدفع المواطنون ثمن سرقات المنظومة. والبشارة الأكبر، تبقى دولة لا يمكن أن تأتي في ظل محاولات استعادة حقبة 1990-2005، من قانون الإنتخاب، إلى التلويح بسيف ما يعرف ب”إلغاء الطائفية السياسية”.
في هذا الوقت، لا صوت يعلو فوق صوت التعيينات. والإشارات صارت أكثر من واضحة على تعيين كريم سعيد، شقيق النائب السابق فارس، فيما رفع وزير الإعلام بول مرقص اقتراحاً بتعيين مجلس إدارة جديد لتلفزيون لبنان، على رأسه الزميل بسام بو زيد وفي عضويته عدد من الإعلاميين.
بالتوازي، كان رئيس الحكومة نواف سلام يحط في طرابلس بالهليكوبتر. وقد جال في في مطار القليعات كاشفاً أن “دار الهندسة ستقدم مجانًا مخططًا توجيهياً أوليا للمطار خلال فترة لا تتجاوز الـ3 أشهر”.