فيما تراجعت الأوهام المسوّقة إعلامياً عن هدنةٍ وحلول، تركّز العدوان اليوم الثلثاء على الضاحية الجنوبية التي تعرضت للكثير من الغارات العنيفة بدءاً من الصباح، فيما كان الإستهداف للمدنيين يطال هذه المرة، وبعد عكار بالأمس، فيلا في بعلشميه بعيداً من المناطق المستهدفة تقليدياً، ما أدى إلى المزيد من الشهداء. وفي المقابل، واصلت المقاومة ضرب صواريخها التي طالت اليوم تل أبيب ما أدى إلى إغلاق مطار بن غوريون.
وفيما تتركَّز الأنظار نحو تحركٍ ما للخارج، بادرَ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى تقديم خارطة للحل ووقف الحرب، سقفها مرجعية الدولة اللبنانية، وركيزتاها القرار 1701 واستراتيجية دفاعية مُتَوافق عليها لبنانياً، وذلك سعياً للحفاظ على المصالح والأولويات اللبنانية حصراً. لكن التطبيق، يحتاج إلى ما هو أكثر، وبالتحديد طتأمين تفاهم دولي وداخلي لتسليح الجيش وتحييد لبنان عن المحاور”.
كلمةُ باسيل بعد اجتماع المجلس السياسي للتيار، وضعت الإصبع على الهواجس اللبنانية المشروعة من تعديل القرار 1701، فأكد رئيس “التيار” ضرورة تطبيقه من دون زيادة أو نقصان أو محاولة تعديله. وإذ لفت إلى معارضة “التيار” بالأساس “لوحدة الساحات والاسناد لأننا رأينا فيها ضرراً على مصالح لبنان وخطراً عليه”، فإنه شدد في المقابل على أن “لبنان يواجه مشروعا تدميريا لإخضاعه وفرض الوصاية الأمنية عليه واستباحة سيادته وثرواته والقضاء على بشره وحجره وآثاره واقتصاده وتغيير تركبيته الديمقراطية ونسيجه المجتمعي”.
باسيل أعاد تسليط الضوء على أولوية وقف النار، وعلى ربط مرحلة ما بعد الحرب بتحقيق أهداف لبنانية، مذكّراً بعودة اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين. وبعدما حيّا المقاومة وتضحيات شبابها الذين يستشهدون على الجبهات، شدد على أن تكون تحت إطار المرجعية اللبنانية.
وفي الشق الداخلي، توجَّه بلفتة إلى الأهالي النازحين مجدداً تأكيد الوقوف إلى جانبهم، فيما وضع الدولة اللبنانية والأجهزة الأمنية أمام مسؤولياتها في الحفاظ على الأمن الداخلي.
وعلى خطٍ داخلي آخر، استمرت اللقاءات المتابعة للحرب بلقاء بين رئيس حكومة تصريف الأعمال ورئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة بحث متابعة قرارات قمة الرياض، على أن يستقبل بري غداً وزير الخارجية المصرية، في إطار التحركات العربية والدولية.