Site icon Lebanotrend

سياسة الطبل المنفوخ (شربل فرنسيس)

تعتمد القوات اللبنانيّة سياسة الطبل المنفوخ، حيث تصدر ضجيجًا مُزعجًا لا يمكن تصريفه على الساحة الوطنيّة.
فنحن لن ندخل في ماضيها الدمويّ المأساوي، سنبحث في حاضرها القائم على رفع شعارات فارغة سعيًا لأثمان مالية ووطنيّة، بدءًا من شعار “فليحكم الأخوان” وصولاً إلى شعار “جبهة ضدّ العهد” ما يُثبت أنّها تُعاني أزمة تبنّي مشروع وطني، وعجزّ عن توليد مشروع واضح.

لا همّ لها سوى التعميّة على انجازات التيار الوطني الحرّ، تشويه صورة العهد، وانتظار فشل “جبران باسيل” والذي لن يحصل.
إذا تعيش القوات هذه الفترة كما الفترات السابقة، أزمة ضياع هويّة، نتيجة انصياعها الكلّي وتسليم أمر سياستها للمحاور، وتدّعي الحريّة والاستقلاليّة. في حين أنّ مرض الانفصام السياسيّ قد استشرى فيها من القيادة حتّى القاعدة التي لم تعد تفهم لغة حزبها. وهذا ما ستحصده فشلاً في الانتخابات النيابيّة ، عكس ما تُصوّر، ما يجعلها أشبه بالطبل الفارغ.

في حين أنّ التيار االوطنيّ الحرّ يمشي بخطى ثابتة نحو استعادة ثقة اللبنانيين الذين اعمت بصيرتهم ثورة انحرفت عن مسارها الصحيح، إذا شيئًا فشيئًا يتكشّف للبنانيين ان العهد والتيار الوطني الحرّ وحدهما على الساحة اللبنانيّة يحملان مشروعًا خلاصيًّا فعليًّا ليس أقلّه ” التدقيق الجنائي” الذي يسهم في الكشف عمّن سرق أموالنا، أو هرّب ما تبقّى منها إلى الخارج ما اسهم في تردّي الأوضاع الاقتصاديّة، إضافة إلى رؤيتهما الواضحة من مشروع قيام دولة مدنيّة بعيدًا عن المحسوبيّات، تحفظ حقوق المواطنين على اساس انتمائهم للوطن، وللوطن فقط..