كتب الإعلامي سامي كليب عبر “اكس”:
“الصراحة أفضل:
كل ما يقال عن أسباب التصعيد واحتمال عودة الحرب الى #لبنان ، ما لم يطبع علاقاته ب #إسرائيل، ويستقلّ قطار اﻻتفاقات #الإبراهيمية ﻻ علاقة له بالأسباب الحقيقية للخطر الكبير المحدق ببلاد الأرز، وهذه باختصار الأسباب الواجب التفكير مليًّا فيها قبل فوات الأوان:
أوﻻ: لن يعرف لبنان أيَّ انفراج سياسيّ أو امنّي أو اقتصاديّ ما لم يُنفّذ المطلوب منه دوليًّا وعربيًّا، أي التطبيع الكامل مع إسرائيل، وقطع كل السبل على أي وجود إيراني فاعل على أرض لبنان.
ثانيًّا: لن يكون في لبنان أيّ امكانية ﻻستخراج ثرواته من الغاز، قبل الصعود إلى قطار اﻻتفاقات الإبراهيمية، وكلُّ ما يُقال عن مساعدات ومؤتمرات وغيرها، هراءٌ بهُراء.
ثالثًا: نتنياهو سيستمر بتوسيع التحرّش بحزب الله حتّى يرد، وهو أعدَّ خطة متكاملة لتوجيه ضربات واسعة وسريعة لقدرات الحزب، دون اﻻنزﻻق إلى حرب بريّة واسعة الإ إذا تغيّرت الوقائع على الأرض وتبيَّن أنَّ الحزب نجح في ترميم الفجوات، وبات قادرًا على تفادي نتائج التقدّم التكنولوجي واﻻستخباراتي الإسرائيلي الذي شلَّ قدراته في الحرب الأخيرة. نتنياهو يعتبر القضاء على حزب الله بعد حماس مسألة حيويّة لإستكمال الحرب ضدَّ إيران وإقامة إسرائيل الكبرى.
رابعًأ:لن يُسمح لأبناء الجنوب بالعودة إلى منازلهم، ليس بسبب ما بقي من سلاح لحزب الله كما تتذرَّع إسرائيل، بل لأنَّ مستقبل الجنوب سيكون متعلّقًا بمستقبل الغاز عند السواحل، وهو ما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحديث عن مناطق صناعية هناك، تمامًا كما تحدَّث عن ريفييرا عند شواطيء غزّة، وذلك مع استمرار واشنطن إحكام قبضتها على مناطق الثروة النفطية السورية ، واستمرار إسرائيل في السيطرة على المنطقة الجنوبية لسورية. وﻻ ننسى أنَّ إيران ورغم كل تحالفاتها مع النظام السوري السابق لم تنجح في فرض معادلة نفطية جديدة عبر السواحل السورية وﻻ الحصول على مرافيء جدّية، بل بقي الأمر منوطًا بروسيا التي لم يكن من مصلحتها كذلك سيطرة إيران على مرافيء سورية. وكل ما يقال عن عدم وجود أي ثروة غازية امام سواحل لبنان ليس صحيحًا، وسوف نرى لو تقدّم لبنان صوب الاتفاق مع إسرائيل كيف ستتقاطر الشركات الأميركية.
خامسًا: زيارة الرئيس السوري إلى البيت الأبيض ستؤرّخ لصفحة جديدة ليس على صعيد العلاقات السورية الأميركية فحسب، بل أيضًا على مستوى الدور الذي سيُناط بسورية في لبنان. فانخراط النظام السوري الجديد في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب يعني مشاركة #سورية في ضرب حزب الله الموسوم أميركيًّا بالإرهاب وكذلك الفصائل المُسلّحة الأخرى في المنطقة والدائرة في فلك إيران بما فيها العراق واليمن وغيرهما. ولن يكون مستغربًا أن نرى انعكاسات ذلك فورًا عند الحدود.
سادسًا: رغم كلّ ما يقال عن عودة أو ترحيل سورييّن من لبنان إلى سورية، إلاّ أنّ أحدًا لم يكشف بعد كيف ولماذا رحل أكثر من ١٠٠ ألف شيعي من سورية والمناطق اللبنانية المتاخمة لسورية صوب الداخل اللُبناني منذ سقوط نظام الأسد، ولا أحد يجرؤ على الحديث عن القنبلة الموقوته التي يُراد تفجيرها في الداخل اللُبناني من خلال دفع طوابير خامسة لتوسيع دائرة الفتنة السورية اللُبنانيّة من خلال إحداث قلاقل بين النازحين السوريين وحزب الله.
الغريب والمريب فعلاً في لُبنان، هو تأكيد كبار المسؤولين أنَّ الأمور بخير وأنَّ لا شيء يدعو إلى القلق، فإمَّا أنَّ حسن نوايا هؤلاء تريد عدم بث الهلع بين اللبنانيين، أو أنَّهم غافلون عمَا يُحاك للبنان، منذ اسقاط النظام المصرفي إلى تفجير المرفأ إلى الفتن المتنقَلة التي نجح الجيش وبغطاء سياسي في وأدها أكثر من مرَة.
الذي يمنع التفجير الكبير حاليًّا هو هضم حزب الله لكل هذه الإهانات اليوميّة التي يُكيلُها العدو له وللبنان بشكل عام، وبقاء خيط رفيع يربط إيران بالوﻻيات المتحدة الأميركية عبر وساطات عديدة لإقناعها بالتخلي عن برنامجيها النووي والصاروخي قبل فوات الأوان. ولذلك فقرار الحرب أو السلم في لبنان ليس مرتبطا ﻻ بحزب الله ولا بالدولة، بل بمستقبل العلاقة بين أميركا وإيران…”

