أقامت المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم حفلا تأبينيا للشهيد السيد محمد حسن عبد المحسن فضل الله، برعاية رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في قاعة الشهيد السيد محمد باقر الصدر في ثانوية المهدي- الحدت، في حضور ممثل السفير الإيراني السيد كرم الله مشتاقي، المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية السيد كميل باقر زاده، مدير مكتب السيد علي السيستاني في لبنان حامد الخفاف، رئيس الجمعية الدكتور حسين يوسف، معاون رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” عبد الله قصير، مسؤول منطقة بيروت السيد حسين فضل الله، مدير المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق الدكتور عبد الحليم فضل الله، مدير عام جمعية الإمداد الخيرية محمد برجاوي، مدير جمعية “قبس” لحفظ الآثار الدينية علي زريق، ووفود تربوية من جمعية التعليم الديني ومؤسسات أمل التربوية ونقابة المعلمين في بيروت، ومختلف المؤسسات التربوية والفعاليات التنظيمية والاجتماعية والبلدية ولفيف من العلماء وأهل الشهيد.
يوسف
والقى رئيس الجمعية الدكتور يوسف كلمة اشار فيها الى مناقب الشهيد “الذي نشأ في بيت كريم كانت انطلاقته منه إلى ميادين الحياة والجهاد والعلم والعمل”. وقال: “عند التحاقه بالمؤسسة، اتخذها ميداناً للكلم الطيب والعمل الصالح، مؤمناً أنها من أهم ساحات التمهيد لصاحب العصر والزمان”.
وشدد يوسف على “مسؤوليتنا في إكمال مسيرة الشهداء وتحقيق وصاياهم وختم معاهداً الشهيد وكل الشهداء أن تستمر المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم صروحاً للعلم والتربية وميادين للكلم الطيب والعمل الصالح وتربي الأجيال.
بعد ذلك جرى عرض فيلم من إنتاج مديرية العلاقات العامة والإعلام تحت عنوان “سراجًا وهاجًا” يحكي سيرة السيد محمد حسن فضل الله.
كلمة العائلة
ثم كانت كلمة العائلة ألقاها أخو الشهيد السيد علي فضل الله الذي استهل كلمته بالحديث عن صفات الشهيد “الذي تميز بالهمة العالية والنشاط وبمحبته للآخرين”، وهنأ الشهيد على “الرتبة العالية التي نالها بشهادته المباركة التي لطالما سعى لها عبر التزامه بخط المقاومة الإسلامية وهو الذي تربى في بيت علم وإيمان وجهاد وإحسان”.
وقال: “كنت أيضاً مجاهداً في ساحات العلم تعمل جاهداً لتطوير المؤسسة التي عملت بها وأحببتها لتكون خير مؤسسة بانيةً للأجيال ليكونوا جنوداً للإمام المهدي التي تحمل اسمه هذه المؤسسة التي أحببتها وأحببت العاملين فيها فكانوا أسرتك الثانية”.
وختم متوجهاً باسمه واسم عائلته “بجزيل الشكر للمؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم ممثلةً برئيسها الدكتور حسين يوسف وجميع العاملين وكل من ساهم في تنظيم الحفل”.
تلا ذلك أداء مرثية خاصة بالشهداء بعنوان: “بوح البنفسج” من قبل ثلة من تلامذة ثانوية المهدي الحدث.
النائب رعد
واختتم الحفل بكلمة راعي الحفل النائب رعد الذي قدم بداية درعًا تكريمية من المؤسسة لعائلة الشهيد، وقال: “نحن أمام نموذج من الشهداء انفتحوا في حياتهم على العلم ودأبوا وانخرطوا في المقاومة مثابرين على الجهاد حتى الشهادة، فالشهيد كان ابن بيت علم وجهاد ووالده ربى جيلاً من المقاومين الأوائل”.
وتابع: “أيها الأعزاء، السيد محمد حسن فضل الله سعى لتحصيل العلم لسنوات لكنه لم يغفل عن الجهاد الذي لم يكن بالنسبة له مجرد قتال من أجل حماية النفس أو مقاربة العدو، بل كان بالنسبة له تقرباً إلى الله فأدى ما عليه من واجب لحفظ الوطن وأهل الوطن”.
وفي الشأن السياسي، قال رعد: “ما قامت به المقاومة في لبنان وفلسطين أعاد إحياء القضية وإنعاشها في كل مستويات الاهتمام الرسمي والشعبي في العالم، حتى أن مشروع التطبيع الذي كان يعد للتنفيذ عن قريب قد تهاوى”.
وأردف: “لم يعد ينطلي على الشعوب أن بإمكان إسرائيل أن تمارس الإبادة الجماعية دون أن تتمكن الولايات المتحدة من ردعها”، مشيرا الى ان “من بركات المقاومة أن كل الزيف الحضاري الذي كان يتلطى ويتغطى به الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية قد انكشف أمام الشعوب”.
وسأل: “من لا يستطيع أن يمون على الكيان الصهيوني بوقف عدوان وإبادة وحشية، كيف يمكن له أن يضمن للبشرية ألا يستخدم العدو الصهيوني القنبلة النووية”.
وقال رعد: “على شعوبنا أن تستفيق بأن مصيرها رهن بناء قدراتها واستخدام هذه القدرات في الدفاع عن نفسها وفي تجويف كل معاني التفوق والقدرة لدى العدو الصهيوني الذي يشكّل خطرًا داهمًا ليس على منطقتنا فحسب بل على البشرية جمعاء”، مؤكدا ان “هذا ما تضطلع به مقاومتنا، المسألة ليست مسألة أشبار وأمتار نتصارع عليها، المسألة مسألة حياة مستقبلية لأجيالنا، مسألة عزة وكرامة وحياةُ لأوطاننا”.
وختم مهنئًا الشهداء والشهيد محمد حسن فضل الله “الذي يُعتبر أنموذجاً تقدمه المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم للأجيال لملاقاة صاحب الزمان”.