Site icon Lebanotrend

رسامني: سنطلق تنفيذ المطار في القليعات في 3 أشهر!

تفقد وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني، مرفأ طرابلس وجال على منشآته لا سيما أرصفة صيانة السفن والعنابر ورصيف الحاويات  وقاعة المسافرين والمنطقة الاقتصادية الخاصة، وإطلع ميدانيا على سير أعمال تفريغ وشحن البواخر، واستمع الى مطالب العمال والموظفين.

وكان في استقبال الوزير رسامني، النواب: اللواء أشرف ريفي، فيصل كرامي، طه ناجي، جميل عبود وحيدر ناصر، مدير المرفأ الدكتور احمد تامر، رئيسا بلديتي طرابلس والميناء الدكتور عبد الحميد كريمة وعبدالله ممتاز كبارة، رئيس غرفة التجارة والصناعة توفيق دبوسي، المدير التنفيذي لمحطة الحاويات شارلي الدرزي، المدير الإقليمي للاشغال في الشمال المهندس الياس عقل ورؤساء المصالح وفاعليات بلدية واقتصادية.
 
وأكد رسامني في خلال جولته بعدما تم عرض لمشاريع المرفأ : “ان الكل يعلم دور مرفأ طرابلس الذي أصبح حيويا وأساسيا على ساحل المتوسط، والذي بات يسجل وفرا ويشهد تطورا دائما”، وقال :” ان نهجنا في الوزارة يعتمد على الاستفادة من مرفأ طرابلس من أجل تطويره خدمة لأهلنا في الشمال ولا سيما في المدينة”، معلنا إنه “سيولي إهتماما كبيرا لكل المرافق الحيوية التابعة لوزارته في الشمال عامة وطرابلس خاصة”، لافتا الى إنه “سيتعاون مع القيادات الطرابلسية والشمالية من أجل تنفيذ المشاريع المهمة والحيوية فيه”.
 
أضاف:”أتمنى ان تكشف الكاميرات ما رأيناه جميعا من تطور في قاعة المسافرين، وكأننا في مطار بيروت، مطار رفيق الحريري. وعلمنا اليوم أن هناك رحلتين أسبوعيا للركاب بين لبنان وتركيا. وبصراحة، استعملنا هذا المرفأ عندما أغلقت الأجواء في فترة الحرب بين إسرائيل وإيران.
 
وقد تمنى المدير أحمد تامر مشكورا على كل جهوده، أن أزور مرفأ طرابلس، وقد كان هناك إصرار على هذه الزيارة منذ فترة، وأنا، عن قصد، لم أكن أرغب في زيارتكم لسببين:

الأول، أنني لا أريد الاكتفاء بالكلام، بل أريد أن نكون في صلب العمل، وأن يكون لدينا مشاريع فعلية، لا مجرد وعود، يعني إذا لم يكن هناك مشاريع فعليا بدأنا بتنفيذها، لما أتيت.
 
والثاني، هو موضوع التهريب الجمركي، الذي نعلم جميعا أنه أوجعنا، وأوجع لبنان بأكمله، اليوم نتحدث عن الرواتب وسلسلة الرتب، لكننا نعلم أيضا أن هناك أموالاً طائلة تهدر في الجمارك وعلينا الحد منها ومكافحتها لنتمكن من زيادة الارادات على خزينة الدولة وإعطاء الموظفين حقوقهم”.

وتابع:” لن أتحدث بالأرقام عن التهرب الجمركي، لكن كان هذا الموضوع بمثابة هاجس لي، أو يمكن القول إنه كان مهمتي الأساسية، أن نركب أجهزة تفتيش (سكانرز) في كل المرافئ. واليوم، أيضا سنوقع عقدا مع شركة  SGS المسؤولة عن رصيف الحاويات، والمتعلق بتركيب جهاز التفتيش، وسنطلق مشاريع أخرى في القريب العاجل، لذلك اليوم هو الوقت المناسب لنزور مرفأ طرابلس”.

واردف:” دعوني أتكلم فقط عن أجهزة التفتيش، لأنها مهمة جدا للبنان، سيكون لدينا جهازا تفتيش في مرفأ بيروت، وجهاز واحد في مرفأ طرابلس، وهذا يعني كل حاوية تدخل أو تخرج من البلد يجب أن تخضع للمراقبة المشددة، وبالتالي، سنحد من الهدر الجمركي، وإن لم يكن بشكل نهائي، ومن المفترض أن تكون هذه الأجهزة جاهزة في مرفأي طرابلس وبيروت خلال ثلاثة أشهر.
 
أما فيما يخص مشاريع البنية التحتية وتطوير مرفأ طرابلس، فهناك أمر يجب أن نعرفه: خلال السنوات الأربع الماضية، لم تنخفض إنتاجية مرفأ طرابلس، رغم كل الظروف، بل بالعكس، حافظ على مدخوله وعمله، في حين أن إنتاجية مرافئ أخرى، وخصوصا مرفأ بيروت، انخفضت.
 
وقال :”وهذا يعطينا إشارة واضحة إلى ضرورة أن نركز على مرفأ طرابلس ونزيد الاستثمار فيه أكثر فأكثر، دعوني أخبركم ماذا حصل في أول يوم تسلمت فيه مهامي: طلب مني رئيسي الجمهورية والحكومة أن أتابع موضوع مطار الرئيس رينه معوض في منطقة القليعات عكار، وكنت حينها لا أعرف عنه الكثير، لكنهم قالوا: نريد أن ننفذ مشروع مطار القليعات في أسرع وقت، وقد ذكر في البيان الوزاري.

وبصراحة، في كل اجتماع كنت أشارك فيه، كانوا يسألونني عنه. لأن الشمال، بكل ثرواته، هو للبنان كله، لقد بدأنا العمل على المطار منذ عشرات السنين، لكن أين أصبحنا اليوم؟ لقد زرت مطار القليعات، وصار لدي قناعة راسخة بأن هذا المطار سيغير وجه المنطقة.

وهذا هو ما نقصده عندما نتحدث عن الانماء المتوازن، فالمطار قريب من مرفأ طرابلس، حوالي عشرين دقيقة فقط، ونحن الآن نتحدث أيضًا عن الطرق المؤدية إليه. لقد وضعت هذا الملف في مقدمة أولوياتي، والحكومة أيضا تعمل عليه بكل جدية”.
 
وأكمل رسامني :”والأمر الجيد، والذي يسعدني أن أشاركه معكم، هو أن هناك اليوم اهتماما جديا جدا في هذا الموضوع، وهناك العديد من المستثمرين المهتمين.

تخيلوا لو صار لدينا مطار مخصص للشحن، على بعد عشرين دقيقة فقط من المرفأ! ماذا يمكن أن يحصل في هذه المنطقة؟ نحن اليوم مصرون على إنجاز هذا المشروع، نعمل على الملف القانوني، وقد عرضنا تعديل قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص  على مجلس النواب، ومن المقرر أن يطرح في نهاية هذا الشهر.

وإذا تم التعديل، سننظر أيضا في نظام BOT لتسريع الإجراءات، هدفنا أن نكون، في أول ثلاثة أشهر من السنة القادمة، قد وقعنا العقد أو بدأنا بتنفيذ مشروع مطار القليعات”.
 
واستطرد رسامني :”بما أنني مسؤول أيضا عن وزارة الأشغال، فلا بد أن أتكلم عن الطرقات، الطرق التي تصل إلى طرابلس، وتربطها بالشمال وبالحدود السورية، هي غاية في الأهمية، هناك طريق قيد الدراسة تتطلب ملايين الدولارات، ولكنها مدرجة ضمن أولوياتنا.
 
إذا كنا نريد أن نشغل المطار بعد ثلاث سنوات، يجب أن تكون الطرقات التي تربط المطار بطرابلس وبيروت جاهزة، نحن ندرس أكثر من خيار لهذه الطرق.

أما بخصوص موضوع المعابر، فهي معابر تضررت بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة. حاولنا ترميمها، ولكن لأسباب مختلفة لم نتمكن من ذلك، واليوم يسعدني أن أخبركم أن الطريق في العريضة والعبودية قد تم تزفيتها، والمشروع قيد التنفيذ، وبعد ثمانية أشهر يجب أن يكون المعبران جاهزين، لأننا ندرك مدى أهميتهما بالنسبة للمرفأ، وأيضا في مواجهة التهريب الحاصل على الحدود”.
 
وأوضح “أنا بطبيعتي، لا أحب الإكثار من الكلام، بل أحب أن أعود للحديث بعد إنجاز العمل، لذلك ستروننا كثيرا في طرابلس، وفي الشمال، وفي عكار، لأن هذه المناطق مهمة جدا لكل اللبنانيين، ومهمة للحكومة بشكل خاص.
 
وقال:” بالنسبة للمستثمرين والدول التي تحب لبنان، فهي تدرك تماما مدى أهمية مرفأ طرابلس، ومرفأ بيروت ولبنان ككل، لان لبنان هو بوابة الخليج إلى أوروبا، نظرا لقربه من العراق وسوريا، وهذا ما يفسر اهتمام العالم بالمنطقة.
 
أنا رأيت بأم العين كم هناك من مهتمين، وهذا ما يجعلني متحمسا أكثر، وعلينا أن نسرع في وضع دفتر الشروط، وأن نطور المرفأ ليأتي المستثمر ويساعدنا في توسعته وتشغيله أكثر”.
 
ولفت الى انه في مرفأ طرابلس، لدينا أربعة مشاريع أساسية حاليا:
-إنشاء الإهراءات (صوامع الحبوب)، مشروع للفيول والبنزين، تطوير البنية التحتية، توسيع رصيف الحاويات ليستوعب عددا أكبر من الكونتينرات والأرصفة العائمة (Floating Docks) لصيانة السفن”.
 
أضاف :” في هذه الأشهر الستة، لم نكن نتحدث كثيرا، ولكننا أنجزنا الكثير من الأمور التي لم تنجز منذ عشرين سنة، من بينها المنطقة الاقتصادية الخاصة، التي أصبحت على طاولة مجلس الوزراء، وستقر ونعمل على هيكلية الموظفين فيها.
 
هناك الكثير من المشاريع التي كنتم تظنون أنها لن تتحقق، لكنها اليوم تنفذ، وفي عهد هذه الحكومة. وسنرى مرفأ طرابلس بعد خمس سنوات؟ مرفأ عالميا. 

اليوم، إن كنتم معنا في الاجتماع، سمعتم وشاهدتم ما قاله السيد تامر، وهذا في حد ذاته يدل على مدى الأهمية التي يوليها العالم لهذا المرفأ، ووجود سوريا والعراق والبحر المتوسط وأوروبا وقبرص بقربنا، كلها عناصر تدفع نحو ذلك”.
 
أضاف رسامني :”أما بالنسبة لسكة الحديد، فالكثير يتحدث عنها، لكن يجب أن تكون مشروعا إقليميا متكاملا، يربط لبنان بالخليج وتركيا، لا أن تبقى مشروعا محليا فقط، يجب أن تربط لبنان بسوريا والعراق، وإلا فلن تكون ذات جدوى اقتصادية حقيقية.

دعونا الآن نتحدث عن الأمور التي نستطيع تنفيذها خلال السنتين المقبلتين، سكة الحديد تحتاج إلى وقت طويل، وكل ما يحدث في سوريا يؤثر علينا في لبنان، ولهذا نحن قلقون، لكن إيماننا الوطني والعربي يجعلنا متماسكين، ولا نسمح لأحد بزرع الفتنة بيننا.

ووجودنا اليوم هنا، وتطوير الاقتصاد في هذه المنطقة، هو ما يمكننا من مواجهة هذه التحديات”.
 
دبوسي
وكانت كلمة لتوفيق دبوسي، قال فيها:”جهودكم واضحة ومقدرة من كل اللبنانيين، وقتكم، وجهدكم، وطموحكم كبير، ووجودكم في طرابلس، وفي مرفئها، يؤكد إيمانكم الوطني، وبعد نظركم الاستثماري.
أريد أن أضيف شيئا: ما تقومون  به شيء عظيم، لكن للسنوات المقبلة، فإن المنطقة الوحيدة القادرة على أن تكون منصة اقتصادية للعالم على المتوسط، هي شمال لبنان – طرابلس الكبرى.

ونحن مستعدون لنحضر سويا لهذه المرحلة. لقد بدأنا كغرفة طرابلس والشمال بوضع التصاميم والخرائط، ونريد الدولة أن تكون معنا، حتى يصبح لبنان منصة اقتصادية للمنطقة”.

توقيع العقد
بعدها، وقع الدكتور تامر والدرزي بمباركة الوزير رسامني، عقدا لتركيب ثلاثة أجهزة تفتيش السكانر في مرفأي طرابلس وبيروت.