Site icon Lebanotrend

خطوتان لتجنّب الأسوأ!

قمّة روحية سياسية هامة شهدتها بكركي يوم أمس، اجتمع فيها أمين سر دولة الفاتيكان بييترو بارولين مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان وعدد من القادة الروحيين والسياسيين، من بينهم رئيس التيار “الوطني الحر” جبران باسيل ورئيس تيار “ألمردة” سليمان فرنجية، فيما تغيّب رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع فحضر النائب بيار أبو عاصي ممثلاً عنه.
في الشكل، فإن اللقاء مهم وهو شكل من أشكال التواصل المطلوب لتقريب وجهات النظر حول مختلف القضايا والملفات الشائكة في البلد، وعلى رأسها انتخابات رئاسة الجمهورية، وهذا التواصل من المفترض أن يتكرّر ويستمر لإنجاز الاستحقاقات، وإلّا بقيت البلاد في مستنقع الفراغ والتعطيل، وبقي المواطن يُعاني أقسى الأزمات.
إلّا أن بارولين لم يحمل أي طرح جديد أو مبادرة أو حتى فكرة، وهذا ما يؤكّده رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، الذي يُشير في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن بارولين لا يحمل المبادرات والطروحات، بل ينقل رسالة وحيدة من البابا فرنسيس مفادها وجوب انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت.
ويلفت أبو كسم إلى أن بارولين يزور لبنان لمتابعة نشاطات جمعية مارتا، ومن المفترض أن يزور مراكزها اليوم في عين الرمانة، إلّا ان التواصل بين القادة المسيحيين مطلوب وبشدّة، وهذا ما تعمل عليه بكركي وستعمل عليه في الفترة المقبلة.
إلى ذلك، فإن الحرب في الجنوب على حالها، ولا أفق لأي تهدئة، وما تحدّث به الرئيس وليد جنبلاط ورئيس مجلس النواب نبيه برّي في الأيام الأخيرة يشي بأن لبنان مقبل على ما هو أسوأ، أي توسيع الحرب، خصوصاً وأن إسرائيل ليست في وارد التهدئة، لا بل تُريد انتهاء فرص الحرب في المنطقة لتنفيذ مشاريعها المعادية.
وحسب الإشارات الإسرائيلية، فإن الاستعدادات للانتهاء من معارك رفح شارفت على النهاية، والجيش الإسرائيلي بصدد تكثيف حملاته في المدينة حتى “تفكيك شبكات حماس”، حسب ما يزعم الإسرائيلي، ليعود من بعدها للانتقال شمالاً إلى جبهة “حزب الله”، ما يؤشّر إلى أن ثمّة نيّة للانتهاء من غزّة والبدء بلبنان.
هذا الجو السلبي يحتاج إلى أمرين، إرادة خارجية جدّية لوقف الحرب، وذلك يتمثّل بضغط من المجتمع الدولي على إسرائيل لتفادي توسيع الاشتباك مع “حزب الله”، وتضامن وتكاتف داخلي استعداداً للأسوأ، لأن الحرب لن تكون على فئة واحدة، بل على الجميع، وانطلاقاً من هذه النقطة وجب التوجه إلى تلاقٍ جدّي، وإلّا فإن لبنان سيستقبل الأسوأ وهو بأسوأ أحواله!