Site icon Lebanotrend

خاص – مؤشرات هوكستين من الحدود إلى الرئاسة.. عاد الأصيل!

خاص tayyar.org –

تقصّدت واشنطن أن تحمّل زيارة المستشار الرئاسي آموس هوكستين أكثر من رسالة ومؤشر، من الحدود إلى الرئاسة، وما بينهما التلويح بمنافع جزيلة في حال سلكت سلة الحلّ التي تعدّها الإدارة الأميركية مسارا تنفيذيا يخدم رؤيتها لحل إقليمي.

كان لافتا توسيع هوكستين في هذه الزيارة مروحة لقاءاته، ليجتمع بنواب من المعارضة، في استعادة لـ “مشهدية لقاءات الموفدين الأميركيين مع هذه الشريحة زمن الانقسام العمود الداخلي”، وفقاً لمصادر سياسية رفيعة، وهو ما فسّرته المعارضة على أنه وقوف أميركي عند وجهة نظرها بعد تغييب أثار الكثير من الهواجس لديها، لا سيما لجهة احتمال انخراط واشنطن في صفقة تمنح حزب الله اليد الطولى محليا لقاء ترتيبات الحدود والأمن.

لا ريب أن الإدارة الأميركية تسعى إلى إعداد المشهد اللبناني لما بعد حرب غزة. لذا هي تنصرف راهنا لإعادة الاستقرار والهدوء جنوبا، مع عدم ممانعتها في الوقت عينه من أن تطول حرب الاستنزاف بعض الشيء كجزء من عناصر الحل الذي يُطبخ لغزة.
لكن الجديد في الحراك الأميركي الراهن عودة إلى الاهتمام بالملف الرئاسي بعد طول ضمور، في ضوء المعطيات عن أن هوكستين يتنكّب كذلك هذا الملف، إلى جانب عمله على الهدنة جنوبا تمهيدا لانطلاق قطار التسوية الحدودية البرية.

ولا يخفى أن الإدارة الأميركية تضع نصب عينها منذ أكثر من هام تحقيق حل مستدام للخلاف الحدودي مع إسرائيل، وفي اعتقادها أنها بذلك تنزع واحدا من أهم الحجج التي يتحصن فيها حزب الله من أجل تبرير وظيفة سلاحه.

يفترض هذا الدخول الأميركي المباشر على الملف الرئاسي أن يحلّ الأصيل مكان الوكيل. بذلك من المتوقع أن تتراجه أدوار خارجية انشغلت طوال السنة ونصف سنة الفائتة في ملء الفراغ، محاولةً تحقيق تسوية رئاسية. ولم يعد خافياً أن أياً من من تلك الأدوار، بما فيها حماسة بعض المجموعة الخماسية، لم يحظ بالغطاء الأميركي، وهو أحد أسباب التعثر الذي لحق بمهمّة أكثر من موفد، في مقدمهم المبعوث الفرنسي جان- إيف لودريان.

صحيح أن واشنطن لم تقدّم بعد خريطة طريق رئاسية واضحة لحل سياسي لبناني مقدّمةً لحلول اقتصادية، لكن هوكستين تعمّد في بيروت رمي أكثر من جزرة، من الكهرباء الأردنية إلى الغاز المصري كحل مستعاد لمشكلة الكهرباء، وليس انتهاء بوعد تشجيع الشركات على الاستثمار في الغاز اللبناني. والجزرات الثلاث تلك وُعد بها اللبنانيون سابقا قبل أن يخيب ظنّهم بفعل تقادم الوعود أمام تتالي التحديات في السنتين الفائتتين.