خاص tayyar.org –
تُعدّ القمة الطارئة في الدوحة منعطفاً في طبيعة الدينامية الإقليمية. فالضربة الإسرائيلية التي استهدفت قطر كسرت الأعراف غير المعلنة للصراع، إذ جرى نقل الاشتباك من الأطراف المعتادة في المشرق واليمن إلى قلب الخليج، أي إلى المجال الحيوي الذي يُنظر إليه غربياً على أنه عصب الطاقة والاستقرار الاقتصادي.
وضعت هذه الواقعة دول مجلس التعاون أمام معادلة شائكة: إما إظهار تضامن فعلي يرقى إلى مستوى التهديد، وإما الاكتفاء بلغة البيانات بما يفقد المجلس هيبته الأمنية والسياسية.
الولايات المتحدة بدورها تجد نفسها في موقف مزدوج: من جهة، هي شريك أمني أساسي لدول الخليج وتملك قاعدة رئيسية في قطر، ومن جهة أخرى، لا تريد التصعيد مع إسرائيل أو كسر قواعد اللعبة التقليدية. لذلك يُتوقع أن تدفع واشنطن القمة نحو خطاب متوازن يندد بالاعتداء لكنه يفتح الباب مجدداً أمام مسار سياسي تقليدي كخيار “حل الدولتين”.
لا تقتصر مشاركة لبنان في القمة على التضامن مع قطر، بل تتجاوزها إلى محاولة إعادة إدراج قضيته في صلب الأجندة العربية، باعتبار أن أي استهداف إسرائيلي لأي دولة عربية يندرج في سلسلة واحدة. وهكذا تتحول القمة إلى اختبار: هل ستترجم العواصم العربية موقفاً موحداً ذات بعد عملي، أم تترك لإسرائيل فرصة لاعتبار الصمت ضوءاً أخضر لتوسيع دائرة حربها؟