Site icon Lebanotrend

خاص – جلسة التمديد لليونيفيل .. بين التأجيل أو تذليل العقبات

مع اقتراب موعد انتهاء تفويض قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان في آب الجاري يواجه مجلس الأمن الدولي مفترقاً حاسماً في مسار التجديد السنوي لهذه القوة، التي تشكل حجر أساس في الاستقرار النسبي جنوب البلاد منذ عام 2006. وبينما تبدو النيات الدولية واضحة حيال التمديد لعام إضافي، تعرقل خلافات دبلوماسية بين واشنطن وباريس التوصل إلى صيغة توافقية للقرار، ما قد يدفع روسيا، إلى التفكير بتأجيل جلسة التصويت المقررة صباح غد الاثنين لتفادي التصويت على مشروع قرار لا يحظى بالإجماع.

ورغم أن واشنطن أبدت قبولاً مبدئياً بفكرة التمديد، فإن تحفظها انصبّ على بند مستقبلي يتناول احتمال إنهاء مهمة اليونيفيل وسحبها من جنوب لبنان، وهو ما تعتبره فرنسا خطوة تهدد بنسف التوازن الهش في القرار. وقد أجبر هذا الموقف باريس على تكثيف مشاوراتها، لإعادة صياغة مشروع القرار بما يراعي الهواجس الأميركية دون المساس بجوهر مهمة القوة الدولية، التي تتعرض بدورها لضغوط ميدانية متزايدة بفعل التوترات الأمنية.

في هذا السياق، من المتوقع أن يحمل الاتصال المرتقب بين وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونظيره الأميركي ماركو روبيو مفترقاً حاسماً في هذه المفاوضات، إذ يعول عليه لتذليل العقبات المتبقية وتمرير نص القرار في الوقت المناسب، دون مزيد من التعطيل.

وتقول مصادر سياسية أن ما يحصل يبرز هشاشة التوافق الدولي في ملفات أمنية معقدة، مثل مهمة اليونيفيل، التي لا ترتبط فقط بلبنان، بل تتقاطع مع المصالح الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط. فالخلاف الأميركي الفرنسي لا يتعلق بجوهر المهمة بقدر ما يلامس رؤى استراتيجية مختلفة حول مستقبل الوجود الأممي في المنطقة، في ظل بيئة أمنية شديدة التعقيد.