Site icon Lebanotrend

خاص- تغريدة براك… تهديد مبطن!

في لحظة سياسية حرجة، خرج المبعوث الأميركي توم برّاك بتغريدة مقتضبة لكنها تحمل في طياتها دلالات سياسية عميقة تتجاوز الشكل الدبلوماسي المعتاد. قال فيها: “إن مصداقية الحكومة اللبنانية تعتمد على قدرتها على التوفيق بين المبدأ والممارسة. وكما قال قادتها مراراً وتكراراً، فمن الأهمية بمكان أن تحتكر الدولة السلاح. وطالما احتفظ حزب الله بالسلاح، فإن التصريحات لن تكون كافية.”

هذا التصريح، لا يمكن عزله عن السياق السياسي الأميركي العام تجاه لبنان والمنطقة. فعباراته تعبّر عن تململ أميركي واضح من الواقع اللبناني، حيث لا تزال الدولة عاجزة عن فرض سلطتها الكاملة، في وقت تزداد فيه الضغوط الاقتصادية والانقسامات السياسية وتُفقد المؤسسات الرسمية ثقة الداخل والخارج.

تنطوي رسالة براك، بحسب مصدر سياسي مطلع على الاجواء الاميركية، على إعادة طرح لموقف تقليدي أميركي يؤكد أن لا دولة من دون احتكار السلاح، ولا دعم من دون التزام فعلي بالمبادئ التي تعلنها الحكومات اللبنانية. لكن اللافت أن برّاك لم يكتفِ بالإشارة إلى وجود السلاح، بل ربط هذا الوجود مباشرة بمسألة “المصداقية” أمام المجتمع الدولي، وهو تطوّر في الخطاب، يتجاوز مجرّد الرفض السياسي إلى نوع من المساءلة السيادية.

ان القول بأن “التصريحات لن تكون كافية” يعكس، بحسب المصدر السياسي ، الثبات الواضح في المزاج الدولي من ملف لبنان وحصرية السلاح. فبعض الدوائر الغربية تنظر إلى لبنان كدولة تراكم التناقضات من دون إرادة حقيقية لمعالجتها وهذا التحول لا يضع حزب الله فقط في مرمى الانتقاد، بل يضع أيضا الحكومة اللبنانية، بما فيها القوى التي تصف نفسها بالسيادية أمام اختبار صارم.

ويقول المصدر ان هذا النوع من التصريحات يشكل جزءا من سياسة العصا الناعمة. فواشنطن لا تتحدث حاليا عن عقوبات أو ضغوط مباشرة، لكنها تلمح إلى أن الوقت لم يعد مفتوحا إلى ما لا نهاية. واللافت أيضا أن التغريدة لم تتطرق إلى دور حزب الله ، بل اقتصرت على امتلاكه السلاح. وهذا التركيز يحمل دلالة دقيقة، إذ تريد واشنطن ومن خلفها بعض القوى الدولية أن تحصر النقاش في إطار تطبيق النموذج المؤسسي الذي يقوم فقط على جيش واحد، وقرار أمني واحد، ومساءلة سياسية واضحة.

وعليه تعكس التغريدة، بحسب المصدر ، مزاجا دوليا آخذا في التشدّد، وقد تؤثر على مسار المساعدات، والعلاقات، والتعامل مع لبنان في المحافل الدولية. أما الرسالة الأعمق، فهي أن لبنان قد لا يتمكن من مخاطبة العالم طالما أنه لم يترجم بعد أقواله إلى افعال والتي كما قال برّاك، لم تعد كافية.