خاص tayyar.org
ينتظر لبنان الرسمي النص المكتوب للمبادرة المصرية بعدما انتقلت من مرحلة الأفكار إلى مستوى ورقة عمل قابلة للنقاش، ما يعدّ تحوّلاً لافتاً في المقاربة الإقليمية للملف اللبناني – الإسرائيلي. فالقاهرة، التي لطالما لعبت دور الوسيط الهادئ، تبدو أكثر اندفاعاً لملء الفراغ الناتج عن تعثّر المبادرات الغربية وتزايد القلق من انزلاق الجبهة الجنوبية إلى مواجهة أوسع. هذا التطور يعكس أيضاً إدراكاً إقليمياً بأن الوضع لم يعد قابلاً للانتظار، وأن أي تأخير إضافي يهدد الاستقرار الهشّ في لبنان والمنطقة.
اللافت أن مصر لا تتحرك منفردة. فالتنسيق بينها وبين عدد من العواصم العربية والأوروبية بات شبه يومي، مما يدل على وجود نافذة سياسية نادرة تحاول الدول استثمارها قبل أن تُقفل بفعل أي تصعيد ميداني. يتمحور البحث المصري حول ٣ ركائز أساسية: انتشار تدريجي للجيش اللبناني جنوباً بما يعزز سلطة الدولة، انسحاب إسرائيلي متدرّج يراعي هواجس تل أبيب الأمنية، وآلية مراقبة دولية تشارك فيها واشنطن لضمان تنفيذ الالتزامات. كما تُطرح خطط لإعادة إعمار الجنوب ضمن ضوابط تمنع إفادة حزب الله من الإعمار لتجديد قدراته العسكرية.
في المحصلة، تحاول القاهرة وضع مقاربة وسطية تُطمئن الجميع وتمنح لبنان فرصة لالتقاط الأنفاس، في وقت تبدو المنطقة أمام مفترق حقيقي بين الاستقرار والانفجار.

