Site icon Lebanotrend

حراك أميركي ـ عربي في بيروت… نصائح لتجنّب الحرب

عكست الحركة الدبلوماسية الأمنية، الأميركية والعربية، في اليومين الماضيين حساسية المرحلة التي يمرّ بها لبنان، بما يُذكّر بالأجواء التي أعقبت اتفاق غزة، خصوصاً مع دخول الجانب المصري على الخط لاحتواء أي تصعيد عسكري إسرائيلي محتمل.

فمن زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس يوم الإثنين، والزيارة المُرتقبة للمبعوث الرئاسي الأميركي توماس برّاك، إلى محطة مدير المخابرات المصرية حسن رشاد في بيروت، بالتزامن مع حضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بدا وكأنّ لبنان يقف أمام منعطف مصيري قد يعيده إلى أتون حرب مدمّرة إذا أصرّ حزب الله على الاحتفاظ بسلاحه. أمّا ما رشح عن اللقاءات التي عقدها الموفدون مع المسؤولين اللبنانيين فيُشير إلى أنّ الجهود تتركّز على تمديد مفاعيل اتفاق غزة ليشمل الجبهة اللبنانية، باعتبار ذلك «المخرج الوحيد» لتجنّب الانفجار الكبير.

وعلمت «الأخبار» أن ما سمعه المسؤولون اللبنانيون لم يكن تهديدات مباشرة، بل «نصائح» وتحذيرات دبلوماسية مبطّنة. وكشفت مصادر مطّلعة أنّ رشاد، الذي لعب دوراً محورياً في التوصّل إلى هدنة غزة، «نقل إلى الرؤساء جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام أجواء الجهود المبذولة بشأن غزة، وأبدى استعداداً مصرياً للعب دور أساسي في الأزمة اللبنانية»، مؤكّداً أنّ «مصر قادرة على المساعدة بفضل علاقاتها الإقليمية والدولية، وعلى لبنان أن يتعاون لأن ذلك هو الحل الوحيد لكي لا تذهب الأمور نحو الأسوأ».

كما أكّدت مصادر بعبدا أنّ «رشاد لم يحمل أي رسالة تهديد، بل قدّم نصائح»، في اللقاء مع عون، بحضور المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي. وقد حمّل عون رشاد تحياته إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، شاكراً دعم مصر الدائم للبنان، ومرحّباً بأي دور مصري يساهم في وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة الاستقرار.

أما بالنسبة إلى أورتاغوس، فأكّدت مصادر مطّلعة أن لقاءها مع عون «لم يكن سلبياً أو متوتّراً، لكنها تحدّثت بصراحة عن ضرورة أن يضاعف الجيش جهوده لاستكمال تنفيذ الخطة التي أقرّتها الحكومة». وكرّرت ما قاله رشاد حول أهمية البناء على الأجواء الإيجابية التي خلّفها اتفاق غزة، مشيرة إلى أن «الفرصة متاحة لتثبيت الهدوء في لبنان إذا تمّ تطوير الأطر القائمة للتنسيق». وفي هذا السياق، طرحت تفعيل عمل لجنة «الميكانيزم» وتوسيع صلاحياتها لتشمل كل الحدود اللبنانية، لا الجنوب فقط، إضافةً إلى إشراك دبلوماسيين في عضويتها.