Site icon Lebanotrend

جبل لبنان يشهد: التيار لم يسقط… بل أسقط اللعبة – بسام صراف

عندما اجتمع خصوم التيار من كل حدب وصوب لإعلان نهايته، جاءت صناديق الاقتراع لتعلن شيئًا آخر تمامًا: التيار ما زال حيًا، ثابتًا، ومحرِّكًا للمعادلة السياسية – لا تابعًا لها.

صندوق الاقتراع فضح المؤامرة

انتخابات جبل لبنان البلدية لم تكن مجرّد تنافس خدماتي، بل كانت منصّة لاغتيال سياسي معنوي استُخدمت فيها كل أدوات الحرب الناعمة: المال السياسي، التحالفات المريبة، والاستثمار في خطاب الخوف واليأس. لكن ما غاب عن هؤلاء أن التيار لا يُسقط بالصوت المرتفع، بل ينهض بالصوت الحر.

الصندوق حكم:
التيار الوطني الحر لم يُهزم… بل انتصر.
لم يُقصَ… بل اختاره الناس مجددًا.
لم يُغَيب… بل كشف زيف التحالفات وخداع العناوين.

هذه الانتخابات شكّلت صفعة حقيقية لمحاولة ممنهجة، أراد أصحابها إعلان نهاية التيار. فجاء الردّ من الناس أنفسهم، لا من الشاشات، ولا من العواصم، ولا من غرف العمليات.

تحالفات متناقضة… جمعتها كراهية واحدة

خصوم التيار – التقليديون منهم والطارئون، التغييريون المتراجعون والسياديون الموسميون – اجتمعوا على هدف وحيد: ضرب التيار وإلغاؤه من المشهد السياسي.
لكنهم سقطوا في الفخ الذي نصبوه بأنفسهم. فمن يتحالف مع خصمه التاريخي فقط لإسقاط عدوّ مشترك، لا يحمل مشروعًا بل أزمة هوية.

التحالفات التي قامت على النكاية لا تبني مشروعًا،
والشعارات الفارغة لا تصمد أمام صناديق الحقيقة.

التيار فكرة… لا تموت

ما لم يفهمه الخصوم أن التيار ليس حزبًا ولد في كواليس السلطة، بل حركة سياسية وُلدت في مواجهة السلطة.
هو مشروع سيادي يرى في لبنان دولة حيّة لا ساحة، وفي المسيحيين قوة شراكة لا أدوات عزل.

 

التيار هو الخيار الذي، يتمسك بلبنان الوطن.
يرى في الشراكة الإسلامية–المسيحية شرطًا لوجود لبنان، لا مجرد واجب دستوري.

جبران باسيل: صانع القرار… لا تابع للمعادلة

في قلب المعركة، بقي جبران باسيل ثابتًا في تموضعه.
لم يساير، لم يهادن، لم يتراجع.
هو ليس تفصيلًا في المشهد، بل من يُحدّد اتجاهاته.
ومن ينتظر منه تنازلات مجانية، لا يعرفه… ولا يعرف التيار.

كل انحراف عن الخط الذي رسمه التيار منذ التأسيس،
هو طعنٌ في وجدان ناسه، وتشويه لهويته.
والذين يراهنون على تحوّله إلى صورة مشوّهة عن خصومه، سيبقون ينتظرون عبثًا.

التيار يُحارَب لأنه لا يخضع

الاستهداف الذي يتعرّض له التيار ليس تنافسًا طبيعيًا.
إنه حصار متعدّد الرؤوس:
• من الخارج الذي ضاق ذرعًا بسيادته،
• من الداخل الذي لا يحتمل من لا يهادن،
• ومن مَن انتحل صفة التغيير، ثم ارتمى في حضن المنظومة.

ورغم كل ذلك… التيار لم يسقط.
صمد بلا دعم دولي، بلا صفقات، بلا مساومات.
صمد لأنه لا يُشبه سواه… ولأنّ ناسه يعرفونه جيدًا.

من الدفاع إلى الهجوم: زمن التيار يبدأ الآن

في جبل لبنان، سقطت تركيبة هجينة، بُنيت على كراهية، لا على رؤية.
والتيار الوطني الحر عاد، لا ليعاتب، بل ليبني من جديد.
عاد لا ليطلب شهادة حسن سلوك، بل ليُعلن أنه باقٍ، أقوى، وأنقى، وأكثر جاهزيةً للمعركة الوطنية الآتية.

هذه لم تكن معركة بلدية، فقط بل أيضاً كانت معركة بقاء سياسي.

المرحلة المقبلة لن تكون تكيّفًا مع الواقع.
بل تشكيلًا جديدًا له.
التيار لن يبقى في موقع الدفاع.
بل سيدخل مرحلة الهجوم المشروع، الجريء، الصريح… وغير القابل للترضية.