تواصلت موجة التهويل الخارجي باتجاه لبنان. إذ اعتبر وزير خارجية ألمانيا، يوهان دافيد فاديفول، أنّ «ما تقوم به إسرائيل ضدّ حزب الله، يندرج في إطار الدفاع المشروع عن النفس». ولفت، في أثناء مؤتمر صحافي في عمّان مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إلى «ضرورة دعم الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله». من جهته، شدّد الصفدي على أنّ «هناك اتفاقاً لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وعلى جميع الأطراف الالتزام به»، مؤكّداً أنّ «على إسرائيل احترام سيادة لبنان ووقف خروقاتها وتوغّلها داخل أراضيه».
واللافت هو النشاط المكثّف للدبلوماسيين الأجانب في بيروت، والذي يأخذ طابع التهويل الفعلي. فبينما تخلو اللقاءات الرسمية للسفراء من أي حديث مباشر عن خطورة الوضع، تحمل الجلسات الأهمّ، تلك التي تُعقد بعيداً عن الإعلام، معطيات بالغة الحساسية.
وآخر ما تسرّب في هذا السياق ما نُقل عن السفير البريطاني في لبنان هايمش كاول، بأنّ «الأجواء في إسرائيل سلبية جدّاً، وكانت هناك تحضيرات لتوجيه ضربة كبيرة إلى لبنان قد لا تقتصر على أهداف تابعة لحزب الله»، وهو أثار بلبلة واسعة لدى أوساط سياسية سارعت إلى جمع المعلومات، خصوصاً أنه تلاقى مع «تحذيرات على شكل نصائح» نقلتها المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة جانين بلاسخارت، ومفادها أنّ «إسرائيل، في حال تعرّضها لعمليات من جانب حزب الله، قد تقدم على ضربة واسعة تستهدف مراكز تابعة للدولة اللبنانية وليس حزب الله وحده».
وعلمت «الأخبار» من مصادر دبلوماسية، أنّ الأميركيين «يتعمّدون ضخّ الأخبار المتعلّقة بالوضع الأمني»، وهم أنفسهم من يكرّر القول إنّ «إسرائيل، حصلت على تفويض أميركي – غربي يتيح لها القيام بما تراه مناسباً لمواجهة تهديدات حزب الله». وبحسب المصادر، تبحث إسرائيل في «احتمال شنّ حملة جوّية واسعة جدّاً على لبنان، تكون أشدّ وأقسى ممّا جرى في السابق»، وأنّ المسألة باتت مسألة وقت فقط، وأنّ الاعتبار الوحيد القابل للتأثير حالياً هو موعد زيارة البابا إلى لبنان.
وبحسب ما يُنقل عن الجانب الأميركي، فإنّ إسرائيل «قدّمت إلى جميع الأطراف المعنيّة بملف لبنان معلوماتٍ استخبارية مُحدَّثة ومدعّمة بالأدلّة، تُظهر أنّ حزب الله، نجح في منع الجيش اللبناني من تنفيذ مهمة نزع سلاحه»، وأنّ الحزب «يسير بوتيرة متسارعة في إعادة بناء قدراته العسكرية، ويصنّع المسيّرات والصواريخ في مواقع مختلفة داخل لبنان».
وفي السياق نفسه، تشير مصادر دبلوماسية إلى أنّ «أحداً في العالم لم يُصدم بعملية الاغتيال التي نُفّذت في بيروت الأحد الماضي»، مؤكّدة أنّ إسرائيل «تحظى بضوءٍ أخضر لتنفيذ عمليات تستهدف تحييد كل من تراه خطراً على أمنها وسكان شمالها، حتى لو كان الهدف يقع في بيروت».

