٧ أيار التاريخ الّذي تكلّل بالمجد. إنّه المحطّة التّي توقّف عندها قطار الحريّة لينطلق منه قطار التّحرّر.
٢٠ سنة مضت ولا يزال ذلك الشوق إلى إطلالاته وصرخة كلماته وعناد آرائه عميقًا.
٢٠ سنة ولا نزال ننتظر منه الكلمة الفصل، والحقيقة الرّقراقة، والرؤية المستقبليّة.
٢٠ سنة والفخر به لم يهتزّ، والاعتزاز بمواقفه لم يتزعزع، ونحن لا نزال نتحيّن أصغر الفرص لسماعه بالمكتوب أو المسموع أو حتّى باللقاء المباشر.
٢٠ سنة وما قبلها سنوات غياب وما قبلها سنوات نضال وهو مستمرّ في خوض المعارك بكلّ الطرق المشروعة، ولكلّ معركة رفع سقف، مجاهرة بكشف السارقين وبائعي الضّمير والمتخلّين عن الوطنيّة.
لم يخسر معركة وإن تفاوتت نسب الربح: معارك فيها انتصار كامل، معارك عرقلوها وبعدها تبنوها فنجحت لكنّه نجاح فعليّ له، ومعارك منعوها وعادوا بعد سنوات يعضّون على الجرح متمنّين لو شاركوا فيها.
ميشال عون نعم أنت هو انتصار ٧ أيار ، أنت الّذي حين وطئت قدماك أرض الوطن اندفع الناس بقلوبهم للقائك لأنّك أملهم لا ألمهم، لأنّك الحقيقة لا الكذبة، لأنّك الحقّ لا الباطل.
بالنّسبة إليهم أنتَ عدت بعد غياب، لا من منفى، لأنّك كنت دائمًا حاضرًا رغم الغياب إذ كنت تجد مئات الطرق لترسل لقاعدتك كلامك وتعليماتك وتهنئتك عند كلّ حضور لهم على الأرض.
لم تكن يومًا أيّها القائد بعيدًا أو منفيًّا لأنّ اهتمامك بما يحصل كان أكبر وأعمق لأنّك الصورة الأصحّ والأوضح للوطن.
“يا شعب لبنان العظيم” أعظم رتبة حمّلتنا إيّاها بعد معارك طاحنة قدناها معك ونقودها اليوم. فالحريّة كان ثمنها باهظًا وخضناها ولم ننكسر وإن هوينا أحيانًا، أمّا التّحرّر – ونحن فيه طبعًا معك- فأصعب لأنّ المضلّلين باتوا كثر وأصحاب المصالح زاد جشعهم لكنّك لا تزال بكلمة أو بموقف وأحيانًا بصمتك تهزّ مضاجعهم.
٧ أيار تاريخ يتكرّر منذ عشرين سنة بعزّة: تاريخ شخصيّة لا تتكرّر.
ميشال عون أنت تاريخ يعظُم مع كلّ تاريخ.
سنعود إليك كلّما خنقتنا المحن فأنت ستبقى دومًا رمزًا للسيادة والتّاريخ الّذي لا يُنتسى.