Site icon Lebanotrend

بين توتر اللغة المستقبلية وصفاء اللغة الباسيلية (بقلم سمير مسره)

وصلت بعض الاحزاب، والتيارات في لبنان الى مستوى متدني من الخطاب السياسي لم يسبق له مثيل في تاريخنا الحديث، كان ذروته البارحة بيان كتلة المستقبل النيابية ردا” على المؤتمر الصحافي الهادئ، والرصين للنائب جبران باسيل بعد انتهاء الاجتماع الاسبوعي لنواب تكتل لبنان القوي. جل ما نستطيع ان نقوله عن هذا البيان انه كان بمثابة نوبة” هستيرية” بالشكل والمضمون خرجت عن ادبيات اللياقة وفضحت نوايا مخفية.

 

عندما استمعت الى نائب الامة جبران باسيل والى الافكار الجريئة والبناءة التي طرحها، المرتبطة بترشيد الدعم، ومحاولة احياء الاقتصاد، وكيفية حل عقد تشكيل الحكومة، وصولا” الى اقتراحه المتعلق بالحوار  الوطني في قصر بعبدا، زادت قناعتي اننا امام رجل دولة ذكي، منفتح على شركائه في الوطن، يعمل ليل نهار، لا يكل ولا يمل، يجابه الازمات، ولا يأبه الى حملات السباب، والشتم التي تطاله شخصيا”، وتطال عائلته، والجمهور الكبير الذي اختاره وتياره لتمثيله في الندوة البرلمانية. 

 

في كل ظرف كنت استمع اليه، وجدت ان هذا الرجل يتكلم بالسياسية بحرفية عالية، ويغوص في اعماقها بعد ان امتهن قدراتها وانجز مشاريع متعددة من خلالها. بالمقابل تجد خصومه يحصرون كلامهم عنه وعن كيفية ازاحته من الحياة السياسية، لان ليس لديهم اي شيء يقولوه او يقدموه. اصبح عندهم ذكر اسم جبران باسيل يوميا” علة وجودهم، ورئة تنفسهم، وان قرر السفر لمدة معينة لاخذ قسطا” من الراحة، ستجدهم يتامى، وتائهين على الطرقات. 

 

حاولت ان افهم اسباب هستيرية الامس فلم اجد سوى صفات الغطرسة التي تؤدي الى الحقد، والغيرة التي تشوش العقول. لم افهم لماذا غضبت كتلة المستقبل من كلام جبران باسيل. هل لانه قال بصراحة ووضوح ان التيار الوطني الحر يريد ان تكون الحكومة برئاسة سعد الحريري، رغم وجود بداية امتعاض شعبي تياري لهذا الخيار بعد التجارب الفاشلة المتكررة معه؟ هل لانه اصر على المضي في جهود تفكيك العقد رغم ان الكثيرين مقتنعون انها مصطنعة” وموجودة” في موقع آخر خارجي وليس داخلي؟ هل لانه اقترح حوارا” وطنيا” في القصر الجمهوري في بعبدا، وهذا واجبه وواجب كل نائب يسعى الى حلول، علما” ان الاقتراح ليس جديدا” ولم تشهر امامه الاسلحة من قبل؟ واخيرا” هل لانه جدد تمسكه بمبادرة الرئيس نبيه بري معلنا” عن بذل الجهود الممكنة لانجاحها؟

 

بانتظار الاجوبة على هذه الاسئلة، وحل اللغز المستجد للرئيس سعد الحريري، الذي يرفض من جهة التواصل مع التيار الوطني الحر، ويطلب منه من جهة اخرى ثقته في البرلمان، نقول اننا سنكمل مسيرة التحرر الصعبة والمليئة بالمطبات بلغة صافية، ولا شيء سيوقفنا، آملين بكل محبة واحترام ان ينضم الجميع الينا.