يعرف الإلتزام عادةً بخيار يأخذه الشّخص بحريّة يتبعه وعد معنويّ بالسّير على خطّ الالتزام الّذي اختاره أكان الالتزام بشخص أو بحزب أو بقضيّة.
إنّ التيّار الوطني الحرّ هو حزب، الإنضمام إليه خيار حرّ، أمّا الالتزام به فيما بعد فهو واجب ديكتاتوريّ.
إنّ الإلتزام بالتيّار يعتبر أمرًا أساسيًّا لضمان وحدة الموقف في الظّروف المهمّة، والتوجّهات العامّة والخيارات الواجب اتّخاذها في الظّروف الدّقيقة.
الإلتزام يعني السّماح بإبداء رأي ثمّ اتّخاذ القرارات بالإجماع، مع الأخذ بعين الإعتبار الإعتراضات والتّصحيحات بروح ديمقراطيّة داخليّة.
حين يلتزم فرد بحزب، هذا يعني بأنّه يسعى للانضباط تحت أهداف معيّنة، كما حاجته إلى معارف لم يكن يملكها، وإلى تعلّم اتّخاذ مواقف جبّارة- محميّة من حزبه فيكون صوته مسموعًا ومؤثّرًا- لم يكن ليأخذها لولا هذا الالتزام.
ويساهم الإلتزام في بناء الثّقة بين الأعضاء، فيكون الكلام لكلّ واحد والرّأي الأخير جامعًا لآراء الكلّ.
من هنا، حين تنتسب إلى التيّار الوطني الحرّ (أو أي حزب سياسي آخر) يتحكّم بك قرارك الشّخصيّ فيصبح الإلتزام والوفاء من المقدّسات، فأنت فيه لأنّك تتّفق مع رؤية هذا الحزب وأهدافه. وبما أنّ ذلك قد تمّ وأنت بكامل قواك العقليّة، لا يمكن لقراراتك أن تصبح فرديّة أو بعيدة عن خطّ الالتزام، كما لا يمكنك أن تغرّد خارج السّرب.
وليسهّل عليك الحزب عمليّة الإلتزام كان النّظام الدّاخلي للحزب لضمان تماسكه وفعاليّته:
فكان الرّئيس الفخريّ ورئيس التيّار ونوّابه والمجلس السّياسيّ ومجلس الحكماء من السّلطات الأعلى في التيّار، فضلّا عن تنظيم الكوادر ضمن هيئات ولجان ومنسّقين…
بهذا التّنظيم، من غير المنطقيّ أن يكون الفرد مستقلاً عن قرارات الحزب إذا كان يودّ البقاء جزءًا من تنظيمه.
فلا يُسمح بأن يتخطّى الفرد المنسّق، ولا المنسّق اللّجان الّتي لا تتخطّى بدورها بيانات المجلس السّياسيّ وصولًا إلى رئيس الحزب الّذي حاز الثقة من الرّئيس الفخري الجنرال عون.
ان القفز فوق الحواجز واجب لعدم الوقوع. لكنّ القفز فوق القيادات والأنظمة، والأسوأ فوق القاعدة الّتي تساهم في وصول من تعتقد بأنّه يستحق، لهو وقوع مؤذ.
من هنا التّأكيد على أنّ التيّار واحد بكلّ أفراده: من مناصر شريف ملتزم إلى رئيسه. ويجب أن يعلم كلّ تيّاريّ أنّ المناصب ليست حكرًا على أحد: لا المناصب القياديّة في هيكليّة التيّار ولا المناصب القياديّة السّياسيّة في هيكليّة الدّولة.
وفي كلتي الحالتين من يتبوّأ مركزًا يكون هدفه المساهمة والمساعدة والالتزام والوفاء.
فالتيّار من يصنع الجميع من خلال أهدافه الوطنيّة الّتي تكاد تغيب قلبًا وقالبًا عن أحزاب أُخرى.
لذلك حين يتسلّم أيّ شخص منصبًا قياديًّا بالانتخاب أو بالتّعيين يجب أن يكون ملتزمًا بتمثيل مصالح القاعدة الشّعبية والحزبيّة الّتي منحته ثقتها.
من هنا ندخل في عمق العناصر المناقبية الحزبية والّتي تثبّت الالتزام الحزبي ومنها:
١- الولاء والانتماء
٢- الالتزام بالمبادئ
٣- الشفافيّة والأمانة
٤- العمل الجماعي
٥- الاحترام المتبادل
٦- المسؤوليّة
ودعمًا لهذه النّقاط يأتي، بأهميّة كبرى، عمل المجلس التّحكيمي للتّأكيد على تنفيذها في ممارسة العمل الحزبيّ والسّياسيّ للوصول إلى التّالي :
– تعزيز بناء الثّقة بين الأعضاء وبين الحزب والجمهور.
– تحقيق الأهداف السّياسيّة والاجتماعيّة للحزب بشكل أكثر فاعليّة.
– المساهمة في الحفاظ على الاستقرار الداخليّ والوحدة داخل الحزب، ممّا يعزّز من قوّته وتأثيره.
قالها يومًا، الجنرال المؤسّس في أصعب الظّروف: “الرّئيس الّذي يسقط بيسقط يستقيل ويعود حيث كان،
أمّا الرّئيس الّذي ينجح فهو من سيؤمّن الاستمراريّة.”
وأضاف بأنّ المسؤولية في التيّار لا تتجزّأ بل يتحمّلها من سبّبها.
وأضاف يومها في مثل معروف : “الهزيمة منعرف مين بيّا أمّا الانتصار ما حدا بيعرف مين بيّو، لأن بالإنتصار كل واحد بيدعي انو هو يلي عملو وهو بيو، ولكن بالهزيمة الكل بيطّلعو بالرئيس وبقولو هو يلّي هزمنا”.، ولم يكن يومها من غادر التيّار إلّا أقرب المقرّبين منه.
ان الإلتزام بالتيّار صلاة سياسيّة إن أخلّيت بها اختلّت أهدافك وتكون عندها ساهمت عن قصد بتدمير حزب أعطاك شأنًا بين النّاس ما حلمت يومًا به.