Site icon Lebanotrend

النهار: إعادة فتح ملف نزع سلاح الحزب بقوة

بعض ما جاء في مانشيت النهار:

لا يبدو المشهد اللبناني مريحاً أو باعثاً على الاسترخاء للانطباعات المتفائلة بانعكاسات النهاية “المفترضة” للحرب الإسرائيلية- الإيرانية أو وقف النار بينهما عليه، إذ إن جوانب عدة من التطورات الجارية غداة سريان وقف النار هذا لا تزال تثير مخاوف ومحاذير، سواء عامة تتصل بمصير الهدنة أو وقف النار أو تحديداً بما يمس بالوقائع اللبنانية.

 

ذلك أن الأيام القليلة الماضية التي أعقبت توقف الحرب واطلقت العنان للسيناريوهات للمرحلة التالية المقبلة، شهدت من الزاوية اللبنانية تصعيداً إسرائيلياً لافتاً ومتدرجاً أعاد الوضع المشدود عند الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل إلى عين الأولويات الساخنة الملحة، بما يصعب وفق المطلعين على الوضع الميداني والديبلوماسي المتصل به فصل هذه السخونة المتدرجة عن تداعيات ونتائج ما خلفته الحرب بين إسرائيل وإيران.

 

وبصرف النظر عن دقة أو صدقية الكثير مما يثار إعلامياً عن المهمة التي قام بها الموفد الأميركي توماس برّاك في بيروت قبل أكثر من أسبوع، وما يثار استباقيا حول زيارته الثانية المرتقبة في 7 تموز المقبل كما تردد، فإن الثابت والواضح أن التحمية الميدانية الإسرائيلية للواقع الحدودي مع لبنان واستئناف عمليات اغتيال كوادر وعناصر في “حزب الله” كما حصل في اليومين الماضيين، تعتبر توطئة لإعادة فتح ملف نزع سلاح الحزب بقوة أكبر من السابق هذه المرة، ومحاصرة لبنان بضغوط ميدانية إسرائيلية من جهة وديبلوماسية واقتصادية غربية وخليجية من جهة أخرى، لحمله على التزام عملي لبرمجة نزع سلاح الحزب بشكل واضح لا لبس فيه بعد هذه المرحلة.

 

وهو أمر يؤكد المطلعون أن كل أهل السلطة باتوا يدركونه عن ظهر قلب، ولكن الحجة الجاهزة المتصلة باشتراط انسحاب إسرائيل من التلال الخمس الحدودية في الجنوب للشروع في ملف نزع السلاح لم تعد كافية للرد عن لبنان محاذير الضغوط المتوقعة عليه في قابل الأسابيع والأشهر، خصوصاً في ظل تداعيات الحرب الإسرائيلية والضربات الأميركية على إيران.