Site icon Lebanotrend

المقداد: روسيا ستعطي درساً بأن الدول العظمى هي باحترام القانون والمبادئ

الوطن السورية: اعتبر وزير الخارجية والمغتربين السوري، فيصل المقداد، أمس، أن العالم يمر اليوم في واحدة من اللحظات التاريخية الفارقة، نتيجة الوضع الحالي في أوكرانيا، وبيّن أنه في معرفة التاريخ تكمن معرفة الحقيقة ومعرفة الأبعاد الحقيقية لكل أزمة، والكشف عن دوافع الأطراف المنخرطة فيها، الخفية منها والمعلنة، موضحاً أنه حين نتحدث عن الدوافع الخفية تحديداً، يتضح الفارق الأخلاقي والقانوني والسياسي الشاسع بين الغرب ممثلاً بالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والشرق ممثلاً بقوى بارزة في مقدمتها روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية.

 

وخلال لقاء حواري أجراه مع طلاب جامعة دمشق حمل عنوان «الوضع في أوكرانيا، موقف الجمهورية العربية السورية ورؤيتها السياسية والمبدئية»، أشار المقداد إلى أن سورية هي من أكثر الدول التي خبرت الغرب وخبرت نفاقه، فهو لا يجد غضاضةً في الجمع بين شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، وبين ممارسات الاحتلال والعدوان ودعم الاحتلال والتهديد باستخدام القوة والتوسع، وتسخير الإرهاب والسلاح والحصار الاقتصادي، وفرض النفوذ السياسي على أراضي بعض الدول وعلى حكوماتها، من أجل نشر الفوضى وتهديد السلم والأمن في أي مكان، وتحقيق مصالح اقتصادية وسياسية وعسكرية خاصة وأنانية لا يمكن أن تحمل بالنتيجة خيراً وأماناً ورفاهاً لعالمنا وشعوبنا.

 

وأشار المقداد إلى أن سورية كانت قبل الحرب عليها، تمتطي صهوة التنمية التي لم تحقق دول كثيرة بالعالم مثلها، وهذا ما كشفته سجلات الأمم المتحدة التي صنفت سورية في المرتبة الحادية عشرة بين أكثر الدول في العالم تقدماً في مجال التنمية البشرية، معتبراً أن الكثير من دول العالم لا تريد لسورية أن تكون في هذا المستوى ولا تريد لها أن تكون هي المثال في المنطقة العربية، وأن تكون قوية في مواجهة إسرائيل ولذلك قاموا بهذا التدخل السافر والحرب اللإنسانية واللاأخلاقية على سورية.

 

وأوضح، أن الغرب ومن خلال كل ما يقوم به من تجويع وحصار للسوريين يقول: «إما أن تنتخبوا من نريد نحن في الغرب وليس أنتم السوريين أو أننا سنشن الحرب عليكم وسنقول لكم نحن من هو الذي سيقودكم عندما نختاره لكم، وإذا لم تقوموا بحل الجيش العربي السوري فإننا لن نتعامل معكم لأن الغرب يحمي إسرائيل»، مؤكداً أن هذه هي الحقيقة فالغرب يريد فرض كل شيء على سورية.

 

وأكد المقداد، أن سورية مع إعادة التضامن العربي وتوحيد القوى العربية وتنطلق بقيادة الرئيس بشار الأسد لإعادة اللحمة الوطنية، التزاماً منها بعروبيتها التي لن تتخلى عنها، رغم سيطرة الدول الغربية على بعض مفاصل العمل الدولي، الذين حاولوا أيضاً من خلال هذه الحرب أن يجعلونا نكره ذاتنا وذاتنا هي العروبة وهم لا يريدون العروبة، «ولا ندري ما هو البديل عن هذه العروبة».