Site icon Lebanotrend

اللبنانيون خائفون.

اللبنانيون خائفون.

خائفونَ على الحقيقة في جريمة انفجار المرفأ، بعد التداخل الواضح بين السياسة والقضاء، الذي أفضى إلى القرار الذي اتخذَته اليوم محكمةُ التمييز الجزائية بنقل الملف من يد القاضي فادي صوان الى قاض آخر ستقترحُه وزيرة العدل على أن ينال موافقة المجلس الأعلى للقضاء.

خائفون على أوضاعهم المعيشية، بفعل الارتفاع الإضافي المفاجئ في سعر صرف الدولار الذي قفز الى ما فوق التسعة آلاف ليرة منذ البشرى غير السارة التي اعلنها الحريري من بعبدا، ثم تأكيدُه أنه مصٌّر على عرقلة تأليف الحكومة، في كلمته في ذكرى الرابع عشر من شباط.

خائفون من تمييع المسؤولية حول ما آلت إليه أوضاعُ البلاد، بفعل قراءات سياسية غريبة عجيبة، كمثل تلك التي قدَّمها رئيس أحد الأحزاب اليوم، قبل أن يعودَ الى توضيح شقِّها المتعلق بالمطالبة باستقالة رئيس الجمهورية، لكن مبقياً على ما يرتبط بموقفه الملتبس من الملف الميثاقي المطروح اليوم على خط تشكيل الحكومة.

خائفون على الوضع الصحي، في ضوء معركة الحياة او الموت المستمرة مع الفيروس القاتل، في وقت لا يزال البعض يضيِّع وقتَه بالاستهزاء الدائم من اجراءات الوقاية او اللقاح، فيما يُفترض ان ينصب الجَهد على فرض التشدد في التدابير، وتوسيع دائرة التلقيح لتأمين حماية المجتمع.

غير أن اللبنانيين اخيراًوليس آخراً، خائفون على الكرامة… والكرامة ليست شعاراً، ولا كلمة فارغة من المضمون، بل شرط من شروط الحياة لكل إنسان حر.

اللبنانيون خائفون. ومن يقول غيرَ ذلك، يكون من كوكب آخر، تماماً كالذي يعتبرهم مستسلمين راضخين راضين بالأمر الواقع.

فاللبنانيون لن يستسلموا أمام محاولة طمس حقيقة انفجار الرابع من آب، وسيلاحقون القضية شعبياً إلى النهاية، حتى لا يُظلم بريء، ولا يُفلِتَ مذنب من العقاب، والأهم، حتى لا يُقتل الشهداء مرتين.

واللبنانيون لن يستسلموا امام التلاعب الواضح بسعر صرف الدولار بهدف الابتزاز السياسي. فاللعبة باتت قديمة، ولن تُفلح ابداً في نيل التوقيع على ما يتجاوز العدالة والحقوق.

واللبنانيون لن يستسلموا لخداع بعض السياسيين، الذين يرفعون الشعارات البراقة، مهاجمين ثلاثياً حاكماً، لكن طارحين ثلاثياً آخر، تاريخه معروف على مدى اربعين عاماً، من الحرب الى السلم.

واللبنانيون لن يستسلموا لفيروس الموت، ولا لأصحاب الضمير الميْت ممن يسخرون من الاجراءات، او يضللون الناس ازاء اللقاحات.

واخيراً وليس آخراً ايضاً، اللبنانيون لن يستلسموا… لأن الكرامة لا تشيخ، تماماً كالحلم. وبين الكرامة والحلم ستةٌ وثمانون عاماً، تكاد تكون عمرَ الكيان… كيانِ لبنان الذي لا يموت